الايمان
فطرة
"الحضارات ولدت في ظل المعابد “
فأقدم
الاثار الدالة على وجود الحياة مصحوبة
بشئء من الحياة الدينية
فلقد أظهر علم الاثار دائما ،بقايا آثار خصصها الانسان القديم لشعائره الدينية ،أيا كان تلك الشعائر ،ولقد سارت هندسة البناء من كهوف العبادة في العصر الحجري الى عهد المعابد الفخمة ،جنبا الى جنب مع الفكر الدينية التي طبعت قوانين الانسان وعلومه1
فلقد أظهر علم الاثار دائما ،بقايا آثار خصصها الانسان القديم لشعائره الدينية ،أيا كان تلك الشعائر ،ولقد سارت هندسة البناء من كهوف العبادة في العصر الحجري الى عهد المعابد الفخمة ،جنبا الى جنب مع الفكر الدينية التي طبعت قوانين الانسان وعلومه1
والظاهرة
الدينية ظلت مصاحبة للانسان ، فنجد عوائد
الشعوب وتقاليدها تتشكل بصورة يمليها
اهتمام ميتافيزيقي ، يدفع أقل القرى
الهمجية ، تبني في مركزها كوخ،تتجه نحوه
الحياة الروحية القبلية2
اذا
كان أرسطو قال ان الانسان حيوان ناطق ،
فاننا ننستطيع أن نصفه بأنه حيوان متدين
بالفطرة3
وقد ولد هذا الوصف(حيوان ديني )، اشكالية هل صفة الدين فطرية ،ام مكتسبة ؟
فال الصّفة الفطرية تتعلّق بإيمان خالص بوجود الله، أما المكتسبة فهي التي تعتبر الدين أحد أصناف الثقافة الإنسانية، وقد خلق هذا مهبين فلسفيين ،المذهب المادي ، والمذهب الغيبيب
وقد قام مالك بن نبي ، بعمل موازنة بين الموازنة راعى فيها اعتبار عناصرهما المتجانسة المتقابلة التي تكمن في فكرتهما عن الكون والتكوين :
1-
المذهب
المادي :
من حيث المبدأ:أن المادة هي العلة الأولى لذاتها، أي أنها خالقة لذاتها، وهي نقطة البدء في ظواهر الطبيعة، وعليه:
- فصفات المادة هي: أنها موجودة وغير مخلوقة.
- وهي كم مستقل ومتجانس وبسيط.ولكن أثبت العلم استحالة معرفة الذرة الأولى للوجود وبهذه الصفات المذكورة. كما أن المعادلة المادية في نشأة الخلق لا تنطبق على الإنسان والحيوان لأنهما يتوالدان جنسيا. وأيضا لأن المادة خاضعة للقصور الذاتي بينما الحيوان والإنسان يُعدِّلان وضعهما بنفسيهما.وكل هذا مما يثبت قصور هذا المذهب في تفسير الخلق.4
من حيث المبدأ:أن المادة هي العلة الأولى لذاتها، أي أنها خالقة لذاتها، وهي نقطة البدء في ظواهر الطبيعة، وعليه:
- فصفات المادة هي: أنها موجودة وغير مخلوقة.
- وهي كم مستقل ومتجانس وبسيط.ولكن أثبت العلم استحالة معرفة الذرة الأولى للوجود وبهذه الصفات المذكورة. كما أن المعادلة المادية في نشأة الخلق لا تنطبق على الإنسان والحيوان لأنهما يتوالدان جنسيا. وأيضا لأن المادة خاضعة للقصور الذاتي بينما الحيوان والإنسان يُعدِّلان وضعهما بنفسيهما.وكل هذا مما يثبت قصور هذا المذهب في تفسير الخلق.4
"فالمادة
في مجموعها تحتمل تفسيرين متعارضين ،فاذا
وضع أحدهما في ضوء قانون اساسي معين ، فان
معنى الاخر يظل معلقا ، وكل هذا الشذوذ
الذي يتنافى مع الحتمية المادية
المحضة-أساسا-
يحتم
اعادة النظر في بناء المذهب كله ،فان
المبذأ الاساسي نفسه يبدو عاجزا عن تزويدنا
بنظرية متسقة عن الخلق وتطور المادة"5
2-المذهب
الغيبي.
- مبدأ هذا المذهب هو أن الله خالق الكون، ومدبّره، وسببٌ أولٌ لكل موجود.
- وبالتالي فالمادة في حدّ ذاتها مخلوقة بحتمية غيبية وخارجة عن خواصها وفق الأمر الإلهي: (كُنْ ).
- مبدأ هذا المذهب هو أن الله خالق الكون، ومدبّره، وسببٌ أولٌ لكل موجود.
- وبالتالي فالمادة في حدّ ذاتها مخلوقة بحتمية غيبية وخارجة عن خواصها وفق الأمر الإلهي: (كُنْ ).
-الحتمية
الغيبية تسعفنا حين عجز القوانين القوانين
المادية عن اعطاء تفسير واضح للظواهر ،
وبذلك ينتج مذهب كامل متسق متجانس لانقص
فيه ولا تعارض ،مما لزم المذهب المادي
-تطور
المادة سيكون طبقا لاوامر ارادة ،توزع
التنوع والاتساق اللذين قد يلاحظ علم
البشر قوانينهما الثابتة ، وبعض مراحل
هذا التطور ستختفي على الملاحظات المألوفة
لرجال العلم ،وفي هذه الحالة الاستثنائية
يتم الاستعانة بالحتمية الغيبية التي لا
تعارض بينها وبين طبيعة المبدأ
- وهذا ما يُقره العلم الذي يعتبره المؤلّف خادما ودليلا على وجود إله خالق.6
- وهذا ما يُقره العلم الذي يعتبره المؤلّف خادما ودليلا على وجود إله خالق.6
اما جان جاك روسو فيقول :
" أنا كائن لدى حواس تؤثر فىّ , هذه أولى الحقائق التى يجب علىّ أن أقر بها. أعى نفسى (ترى) هل هو وعى منفصل أم متصل بالمحسوسات؟"7ويرى انه يستطيع ان يشعر بالمادة ويحركها ولكن باقي الكائنات لا تستطيع فيخلص إلى أن الصفة الثابتة فى المادة هى السكون فهى لا تتحرك الا بمسبب خارجى
حتىيصل الى اليقين بالله تعالى :
" إن الكون المرئى كله مادة متناثرة جامدة لا يظهر على مجموعها تلك الوحدة, ذلك الانتظام ذلك الوعى المشترك الذى يربط بين أجزاء الجسم الحى. هذا الكون متحرك , حركاته متناسقة, متواترة خاضعة لقوانين قارة (أى ثابتة) فلا يملك إذن تلك الحرية ( العفوية) التى نشاهدها فى حركات الإنسان والحيوان بالتالى (فالكون) ليس حيواناً ضخماً يتحرك من ذاته فحركاته ناجمة إذن من عامل خارجى. لا أستطيع أن أراه لكنى مقتنع فى قرارة نفسى أنه موجود إلى حد أنى لا أكاد أرى الشمس تسير دون أن أتخيل قوة تدفعها أو الأرض تدور من دون أن أشعر أن يداً تدفعها." 8 ويرى ان معرفة قوانين حركة الكون كانت بالتأمل والاكتشاف وهذه القوانين توصلنا الى النتائج لا الاسباب ويصل الى ان
" إن كانت حركة المادة تدل على وجود إرادة, فإن المادة المتحركة حسب قوانين ثابتة تدل على عقل. هذا هو الركن الثانى فى عقيدتى . الفعل , المقارنة, الإختيار هذا ما لايقوم به إلا كائن فاعل عاقل. ذلك الكائن موجود إذن. تسألنى أين ترى وجوده؟ أرى وجوده فى السماوت حين تجرى وفى الكوكب حين ينير كما أراه فى نفسى, بل فى الغنم التى ترعى وفى الطير وهو يحلق فى السماء وفى أوراق الشجر حين تتقاذفها الرياح."9
و
فطرة الدين جزء من طبيعة الانسان وهي أقوى
من اي مؤثر خارجي ،فالدين اقتناع عقلي
وليس انفعال نفسي ،والعقل يقودنا الى
الدين
وهو قائم على قوانين منطقية
1- السببية : فلا وجود في الكون دون موجد ، ولكل سبب مسبب ولكل معلول علة وتقودنا تلك الى المسبب الاول الذي لا سبب له
2- الغائية
لا يوجد شي من غير غاية
ويقسم عبد الله دراز العقول الى نمطين
1- العقول القانعه المتعجلة :يرضى بالاسباب المباشرة ولا يبحث عن مسبب الاسباب
2- العقل الواعي الطلق
لايقبل بالسبب المباشر ويقف عنده بل يبحث عن سبب هذا السبب حتى يصل الى المسبب الاول ، فهو لا يكف عن البحث عن الفاعل الاول ، وعن قانون القوانين10
وهو قائم على قوانين منطقية
1- السببية : فلا وجود في الكون دون موجد ، ولكل سبب مسبب ولكل معلول علة وتقودنا تلك الى المسبب الاول الذي لا سبب له
2- الغائية
لا يوجد شي من غير غاية
ويقسم عبد الله دراز العقول الى نمطين
1- العقول القانعه المتعجلة :يرضى بالاسباب المباشرة ولا يبحث عن مسبب الاسباب
2- العقل الواعي الطلق
لايقبل بالسبب المباشر ويقف عنده بل يبحث عن سبب هذا السبب حتى يصل الى المسبب الاول ، فهو لا يكف عن البحث عن الفاعل الاول ، وعن قانون القوانين10
المراجع
1-
دين
الانسان"بحث
في ماهية الدين ومنشأ الدافع الديني "-
فراس
السواح – دمشق-دار
علاءالدين للنشر والتوزيع-ط4
،2002
2-
دين
الفطرة-جان
جاك روسو-ترجمة
عبد الله العروي-
الدار
البيضاء -المركز
الثقافي العربي-
ط1
،2012
3-
الدين
"بحوث
ممهدة لدراسة تاريخ الأديان "-الدكتور
محمد عبد الله دراز -الكويت
-دار
القلم
4-
الظاهرة
القرآنية-مالك
بن نبي-دمشق-دار
الفكر -ط4
،2000
1الظاهرة
القرآنية ص69
2المرجع
السابق ص 69:70
3دين
الانسان ص19
4الظاهرة
القرآنية ص73:77
5المرجع
السابق ص78
6المرجع
السابق ص79
7دين
الفطرة ص32
8المرجع
السابق ص39
9المرجع
السابق ص43
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق