التعددية
الدينية (Religious
pluralism
) بصيغتها
الراهنة مفهوم ظهر في الفكر الغربي ، ولا
يوجد حتى الان تعريف حاسم لها حيث انها
تتكون من كلمتين (بيلوراليزم
)
بمعنى
الكثرة او التعدد ، و (ديني)
نظرا
للاختلاف حول تحديد مفهوم (الدين
)
نفسه
الذي تنسب اليه التعددية
مفاهيم
التعددية الدينية :
اولا
التعددية السلوكية 1:
تعايش
المعتقدات الدينية المختلفة ،والاديان
بمفهومها الواسع في وقت واحد مع بقاء
مميزات وخصائص كل منها دون خلط او تلفيق
وفي هذا التعريف عناصر ثلاثة : التنوع، والاختلاف ، التعايش السلمي في ظل الحفاظ على التنوع والاختلاف
وهذا التعريف يجد قبولا في الاوساط الاسلامية ،فيقول الدكتور سليم العوا "التعددية تعني في جوهرها التسليم بالاختلاف :التسليم به واقعا لايسمح عاقلا انكاره ،والتسليم به حقا للمختلفين لايملك أحد،او سلطة حرماهم منهم "
وقد اعترض بعض دعاة التعددية الدينية على هذه القراءة ويعنبرونها خارج عم الموضوع ويقولون :”ليست المسألة أن نجد حلا يساعد على وجود الأديان المختلفة جنبا الى جنب واذا اردنا ان نصل الى حل عملي من أجل حياة مشتركة مسالمة فعلينا أن نرتكز الى مبدأ التسامح وهو مغاير للتعددية الدينية ،ففي التسامح يحترم الانسان والحرية وحقوق الاخرين ،رغم أن الجميع يعتقد أن الحقيقة معه .
وفي هذا التعريف عناصر ثلاثة : التنوع، والاختلاف ، التعايش السلمي في ظل الحفاظ على التنوع والاختلاف
وهذا التعريف يجد قبولا في الاوساط الاسلامية ،فيقول الدكتور سليم العوا "التعددية تعني في جوهرها التسليم بالاختلاف :التسليم به واقعا لايسمح عاقلا انكاره ،والتسليم به حقا للمختلفين لايملك أحد،او سلطة حرماهم منهم "
وقد اعترض بعض دعاة التعددية الدينية على هذه القراءة ويعنبرونها خارج عم الموضوع ويقولون :”ليست المسألة أن نجد حلا يساعد على وجود الأديان المختلفة جنبا الى جنب واذا اردنا ان نصل الى حل عملي من أجل حياة مشتركة مسالمة فعلينا أن نرتكز الى مبدأ التسامح وهو مغاير للتعددية الدينية ،ففي التسامح يحترم الانسان والحرية وحقوق الاخرين ،رغم أن الجميع يعتقد أن الحقيقة معه .
فيقولون
"يكفي
الانسان أن يعبد الله ،وأن ينتسب لأحد
الأديان السماوية النازلة منه تعالى ،
وأن يعمل بأوامرها ، أما شكل هذه الأوامر
فلا أهمية لها "ويتبنى
هذه الفكرة جورج قرداق وجبران خليل جبران
واخرون
ويقول "الشيخ جعفر السبحاني "في نقد هذا التفسير (التعددية المخلصة )عدة نقاط منها :
ويقول "الشيخ جعفر السبحاني "في نقد هذا التفسير (التعددية المخلصة )عدة نقاط منها :
1-
أن
القول بخلود واستمرار كل شريعة يفضي الى
الغاء فائدة تشريع الشرائع المتعددة
وارسال الرسل المحوريين
2-
اذا
كانت الشرائع خالدة فلا موجب لنسخ الأحكام
ولو بشكل اجمالي ولما جاء المسيح ليحلل
بعض الذي حرم في التوارة
3-كيف
يتبنى التوحيد على جميع الاصعدة مع الايمان
بالتثليث(تضاد
في العقيدة)
او تجنب الشراب والربا مع القبول بالربا وشرب الخمر (العمل بحكمين متضادين )؟
او تجنب الشراب والربا مع القبول بالربا وشرب الخمر (العمل بحكمين متضادين )؟
4-
“ان
الاديان التاريخية الكبيرة هي بمنزلة
مجموعة معرفية تتشكل من منظومة عقيدية
واحدة "
،
الا أننا متى شخصنا الأكمل من بينها
فعلينا بحكم العقل اتباعها ،
وهذه الحقيقة قد صرح بها بعض أنصار "التعددية الدينية " فيقول "ويليام ألستون " : أنا لا اعتقد أن جميع الأديان التي امتدت على طول التاريخ ستستمر حتى اليوم ،وهي متساوية بذلك من منظور معرفي .
وهذه الحقيقة قد صرح بها بعض أنصار "التعددية الدينية " فيقول "ويليام ألستون " : أنا لا اعتقد أن جميع الأديان التي امتدت على طول التاريخ ستستمر حتى اليوم ،وهي متساوية بذلك من منظور معرفي .
ثالثا3
:
القراءة
الثالثة للتعددية في المجال المعرفي ،
والتي سيكون الدين في ضوئها ،واحدا واقعا
،ويعود السبب في تعدده الى الفهم المختلف
للأنبياء الالهيين
وقدر ارتكزت على مبدأ الفيلسوف الألماني "أوجست كانت " : “ان الشيء في نفسه غير الشيء عندنا "
وخلاصتها : “ أن هناك حقيقة اسمها الاشراق والاتصال بالوجود المطلق ، وشهود وادراك الله بدون واسطة ، ويعبرون عن هذه العملية بالتجربة الدينية ، غير ان التعددية الدينية لها علاقة بفهم الأنبياء ،ويحدث الاختلاف عندما يراد التعبير عن هذه الحقيقة وصبها في قالب لغوي "
ويقول "جون هيك " عن وحدة الحقيقة وتعدد الأديان ، في كتابيه (تعدد الأديان ) و(فلسفة الدين):
وقدر ارتكزت على مبدأ الفيلسوف الألماني "أوجست كانت " : “ان الشيء في نفسه غير الشيء عندنا "
وخلاصتها : “ أن هناك حقيقة اسمها الاشراق والاتصال بالوجود المطلق ، وشهود وادراك الله بدون واسطة ، ويعبرون عن هذه العملية بالتجربة الدينية ، غير ان التعددية الدينية لها علاقة بفهم الأنبياء ،ويحدث الاختلاف عندما يراد التعبير عن هذه الحقيقة وصبها في قالب لغوي "
ويقول "جون هيك " عن وحدة الحقيقة وتعدد الأديان ، في كتابيه (تعدد الأديان ) و(فلسفة الدين):
1-
مقوم
الأديان العالمية الكبيرة هو الفهم
المختلف للحقيقة الغائية والالهية
المجهولة
2-
الأديان
المختلفة تيارات متباينة للتجربة الدينية
وقد بدأ كل واحد منها في مرحلة معينة من
التاريخ البشري والوعي العقلي لها يتفتح
داخل فضائها الثقافي
3-لا
يوجد صحة ولا خطأ أحد الاديان فكيف نتحدث
عن صحة وخطأ احدى الحضارات ، لان الاديان
كتيارات متمايزة في تاريخ البشرية تعكس
تنوع البشرية وطبائع الأفكار ،وهذا
الاختلاف يتجلى بين الذهنية الشرقية
والغربية في الصورة العقلية واللغوية
والاجتماعية والسياسية والفنية المختلفة
، ويحتمل ان يكون نابعا من الاختلاف بين
الدين الشرقي والغربيز
4-هناك
تفاوت بين المذاهب الدينية الكبرى حول
فهم الحقيقة المحضة او الغاية المطلقة
والاحتمال القوي ان الحقيقة الغائية لا
متناهية ومن هنا فهي اسمى من ادراك وتفكير
لغة البشر
ولو
فرضنا أن الحقيقة المطلقة واحدة ،الا ان
ادراكنا وتصورنا لهذه الحقيقة متعدد
ومختلف ،فهذا يقوي الفرضية التي تقول أن
التيارات المختلفة لتجربة الدينية وتؤكد
أن الاختلاف في ادراكنا للحقيقة المتعالية
اللامحدودة هو انعكاس لما يدركه الانسان
منها في ضوء التاريخ الثقافي المختلف
الذي يتأثر ويؤثر فيه.
ويطرح
"الشيخ
جعفر السحباني "
عدة
نقاط في نقد وتحليل هذا المفهوم ،نذكر
منها :
1-
اذا
لم يتمكن احد من الوصول الى الحقيقة
،فينبغي ان نقول ،ان جميع الشرائع والاديان
ستكون (طرقا)
غير
مستقيمة ومعارف غير ثابته ،ولم يعثر
الانسان على الحقيقة منذ ولادته وسيبقى
في ضلاله الى يوم يبعثون
2-لو
افترضنا ان القضايا العقائدية انعكاس
لما يفهمه الانبياء من التجربة الدينية
فكيف يكون للاشراق والعلاقة بالوجود
المطلق نتائج متناقضة ،فاحدهم يدعو
للتوحيد والاخر الى التثليث؟
3-وتقول
"الحقيقة
الدينية واحدة ف مقام الشهود والشعور
بالارتكاز المطلق الى الموجود المتعال،
لكنها تتأثر بالثقافة السائدة أثناء
التعبير عنها "
بينما
نلاحظ خلاف ذلك بالنسبة لاثنين من النبياء
أ-الرسول محمد-عليه الصلاة والسلام- اذ بعث في قوم كان دينهم وثنية وشركا ولكنه دعاهم للتوحيد خلافا للثقافة السائدة في المجتمع.
أ-الرسول محمد-عليه الصلاة والسلام- اذ بعث في قوم كان دينهم وثنية وشركا ولكنه دعاهم للتوحيد خلافا للثقافة السائدة في المجتمع.
ب-
المسيح-عليه
السلام – الذي عاش وسط قوم موحدين ولكنه
(حسب
العقيدة المسيحية )
دعاهم
للتثليت ، فكلاهما دعا قومه الى خلاف
الثقافة السائدة
ويمكن
أن نستخلص فكرة التعديدة الدينية بنيت
على عدة قضايا شكلت اساس هذه النظرية4
:
1-
ان
الجهاز المعرفي لايستطيع ايصال الحقيقة
الى اي شخص كما هي بحيث تكون مطابقة للواقع
،وحتى الأنبياء لا يتطسعون الوصول الى
الحقيقة المطلة
2-
اللغة
الدينية لغة رمزية والنصوص الدينية لا
تنظر للواقع ولا تعكس الخارج ولايمكننا
أبدا ان نتعامل معها كانها اخبارات
3-اقتصار
الوحي على شهود وادراك الله من غير واسطة
4-فصل
الدين عن الشريعة ،فالدين امر ايحائي
بينما الشريعه فمن نتاج ذهن الانبياء
وتلاقي
هذه النظرية الكثير من التحفظات لعدة
اسباب منها
1-
اختزال
الدين في الجانب الماورائي وهو في نظر
علمائه نظام حياة شامل
2-تناسيه
ان الاديان الكبرى تقوم على الوحي المعصوم
لا الثقافة السائدة
وللاسلام
مفهومه الخاص بالتعددية الدينية
فلسفيا
:
كل
دين فيه نصيب من الحق يقل او يكثر ،ﻷيوجد
دين باطل كامل ،والاسلام هو الدين الوحيد
ال1ي
يحتوي على الحقيقة المطلقة
عمليا:
على
اساس مبدأ البر والقسط كما في الأية
الكريمة "
لَا
يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ
لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ
يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ
تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ
ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ"
5الممتحنة,8
الاختلاف
في المعتقد ليس مسوغا للعداوة ولكن العداوة
تكون بالظلم والمظاهرة على الظلم (مسلما
كان او غير مسلم )
المراجع:
1-
التعددية
الدينية"نقد
وتحليل "
،
الشيخ جعفر السبحاني،مقال،مجلة التوحيد
العدد105
السنة
التاسعةعشرة-2000م
2-التعددية
الدينية من وجهة نظر اسلامية،ا.د.حسن
الشافعي
3-محاضرة
التاسعة ،الدكتور محمد الشنقيطي ،معهد
مفكر
2الشيخ
جعفر السبحاني ،التعددية الدينة ص27:31
3جعفر
السبحاني ،التعددية الدينية ،ص38:50
4الشيخ
جعفر السبحاني ، التعددية الدينية ، ص55
5قران
كرم ، سورة الممتحنة ، الأية 8
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق