سقراط
(740
ق.م
-399
ق.م
)بقول
عنه برتراند راسل
“لئن كان هنالك من الناس من لا نشك في
أننا نعلم عنهم جد قليل ، ومن الناس من لا
نشك في أننا نعلم عنهم الشيء الكثير ، فان
الامر في سقراط هو أننا لا ندري هل نعلم
عنه القليل او الكثير “1
مازال سقراط، الذي يمكن اعتباره أبا الفلسفة الغربية، شخصية يكتنفها الغموض بشكل عام؛ وذلك عائد، ربما، إلى أنه لم يترك لنا أيَّ أثر مكتوب. فقد عرفناه إما من خلال المشنِّعين عليه (كأرستوفانِسفي كتابه السحب الجشاء Les Nuées)، الذين صوَّروه كشخص مثير للسخرية و/أو كسفسطائي خطير، و/أو من خلال أتباعه المتحمِّسين (ككسينوفانِس وأفلاطون وأرسطو)، الذين صوَّروه، وفق المنقول المعروف، كـموقظ استثنائي للنفوس وللضمائر. لذلك نرى أفلاطون (الذي كان تلميذه) طارحًا عقيدته على لسانه؛ فسقراط كان بطل معظم حوارات هذا الأخير. من تلك الحوارات الأفلاطونية نذكِّر تحديدًا بـدفاع سقراط وفيذون، اللذين تَرِدُ فيهما كلُّ المعلومات المتعلقة بحياة أبِ الفلسفة وموته 2
حياته :ولد في اثينا ،وﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮﻩ ﻣﺜﺎﻻﹰ، ﻭﻳﻘﺎﻝ ﺇﻧﻪ ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﳓﺖ ﲤﺜﺎﻻﹰ ﳍﺮﻣﺲ، ﻭﺁﺧﺮ ﻟﺮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺃﻗﻴﻢ ﻗﺮﺏ ﻣﺪﺧﻞ ﺍﻷﻛﺮﻭﺑﻮﻟﻴﺲﺃﻣﺎ ﺃﻣﻪ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻗﺎﺑﻠﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻜﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻻ ﻳﻨﻔﻚ ﻳﻨﻄﻖ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﻔﻌﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺻﻠﺔ ﺣﺮﻓﺔ ﺃﻣﻪ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻧﻘﻠﻬﺎ ﺇﱃ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ، ﻓﻜﺎﻥ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻏﲑﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﳜﺮﺟﻮﺍ ﻟﻠﻌﺎﱂ ﺁﺭﺍﺀﻫﻢ. ﻭﺗﻘﻮﻝ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺇﻧﻪ ﺍﺑﻦ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﺭﻗﺎﺀ ﻭﻟﻜﻨﺎ ﻧﺮﺟﺢ ﺑﻄﻼﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻷﻧﻪ ﻋﻤﻞ ﻫﻴﻠﻴﺘﺎ ﺃﻱ ﺟﻨﺪﻱ ﰲ ﻓﺮﻕ ﺍﳌﺸﺎﺓ ﺍﻟﺜﻘﻴﻠﺔ (ﻭﺫﻟﻚ ﻭﺍﺟﺐ ﻻ ﻳﻀﻄﻠﻊ ﺑﻪ ﺇﻻ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﻮﻥ ﻭﺃﻧﻪ ﻭﺭﺙ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﺑﻴﺘﺎﹰ، ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﻝ ﺳﺒﻌﻮﻥ ﻣﻴﻨﺎ (000ﺭ7 ﺭﻳﺎﻝ ﺃﻣﺮﻳﻜﻲ)، ﻳﺴﺘﺜﻤﺮﻫﺎ ﻟﻪ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺃﻗﺮﻳﻄﻮﻥ، ﺃﻣﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻋﺪﺍ ﻫﺬﺍ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺼﻮﺭ ﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺭﺟﻞ ﻓﻘﲑ. ﻭﻗﺪ ﻋﲏ ﻋﻨﺎﻳﺔﹰ ﻛﺒﲑﺓﹰ ﺑﺼﺤﺔ ﺟﺴﻤﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﰲ ﻏﺎﻟﺐ ﺃﻳﺎﻣﻪ ﻗﻮﻱ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺟﻴﺪ ﺍﻟﺼﺤﺔ،3 /
مازال سقراط، الذي يمكن اعتباره أبا الفلسفة الغربية، شخصية يكتنفها الغموض بشكل عام؛ وذلك عائد، ربما، إلى أنه لم يترك لنا أيَّ أثر مكتوب. فقد عرفناه إما من خلال المشنِّعين عليه (كأرستوفانِسفي كتابه السحب الجشاء Les Nuées)، الذين صوَّروه كشخص مثير للسخرية و/أو كسفسطائي خطير، و/أو من خلال أتباعه المتحمِّسين (ككسينوفانِس وأفلاطون وأرسطو)، الذين صوَّروه، وفق المنقول المعروف، كـموقظ استثنائي للنفوس وللضمائر. لذلك نرى أفلاطون (الذي كان تلميذه) طارحًا عقيدته على لسانه؛ فسقراط كان بطل معظم حوارات هذا الأخير. من تلك الحوارات الأفلاطونية نذكِّر تحديدًا بـدفاع سقراط وفيذون، اللذين تَرِدُ فيهما كلُّ المعلومات المتعلقة بحياة أبِ الفلسفة وموته 2
حياته :ولد في اثينا ،وﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮﻩ ﻣﺜﺎﻻﹰ، ﻭﻳﻘﺎﻝ ﺇﻧﻪ ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﳓﺖ ﲤﺜﺎﻻﹰ ﳍﺮﻣﺲ، ﻭﺁﺧﺮ ﻟﺮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺃﻗﻴﻢ ﻗﺮﺏ ﻣﺪﺧﻞ ﺍﻷﻛﺮﻭﺑﻮﻟﻴﺲﺃﻣﺎ ﺃﻣﻪ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻗﺎﺑﻠﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻜﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻻ ﻳﻨﻔﻚ ﻳﻨﻄﻖ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﻔﻌﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺻﻠﺔ ﺣﺮﻓﺔ ﺃﻣﻪ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻧﻘﻠﻬﺎ ﺇﱃ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ، ﻓﻜﺎﻥ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻏﲑﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﳜﺮﺟﻮﺍ ﻟﻠﻌﺎﱂ ﺁﺭﺍﺀﻫﻢ. ﻭﺗﻘﻮﻝ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺇﻧﻪ ﺍﺑﻦ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﺭﻗﺎﺀ ﻭﻟﻜﻨﺎ ﻧﺮﺟﺢ ﺑﻄﻼﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻷﻧﻪ ﻋﻤﻞ ﻫﻴﻠﻴﺘﺎ ﺃﻱ ﺟﻨﺪﻱ ﰲ ﻓﺮﻕ ﺍﳌﺸﺎﺓ ﺍﻟﺜﻘﻴﻠﺔ (ﻭﺫﻟﻚ ﻭﺍﺟﺐ ﻻ ﻳﻀﻄﻠﻊ ﺑﻪ ﺇﻻ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﻮﻥ ﻭﺃﻧﻪ ﻭﺭﺙ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﺑﻴﺘﺎﹰ، ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﻝ ﺳﺒﻌﻮﻥ ﻣﻴﻨﺎ (000ﺭ7 ﺭﻳﺎﻝ ﺃﻣﺮﻳﻜﻲ)، ﻳﺴﺘﺜﻤﺮﻫﺎ ﻟﻪ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺃﻗﺮﻳﻄﻮﻥ، ﺃﻣﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻋﺪﺍ ﻫﺬﺍ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺼﻮﺭ ﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺭﺟﻞ ﻓﻘﲑ. ﻭﻗﺪ ﻋﲏ ﻋﻨﺎﻳﺔﹰ ﻛﺒﲑﺓﹰ ﺑﺼﺤﺔ ﺟﺴﻤﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﰲ ﻏﺎﻟﺐ ﺃﻳﺎﻣﻪ ﻗﻮﻱ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺟﻴﺪ ﺍﻟﺼﺤﺔ،3 /
زواجه :
ﺗﺰﻭﺝ ﻣﻦ ﺇﻛﺴﺎﻧﺜﱯ Xanthippe ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻴﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﳘﺎﻝ ﺷﺌﻮﻥ ﺃﺳﺮﺗﻪ، ﻓﻜﺎﻥ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﺑﻌﺪﺍﻟﺔ ﺷﻜﻮﺍﻫﺎ(125)، ﻭﻳﺜﲏ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﻡ ﺃﺧﻼﻗﻬﺎ ﻭﺣﺴﻦ ﻣﻌﺎﻣﻠﺘﻬﺎ ﻻﺑﻨﻪ ﻭﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻪ. ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻳﻀﺎﻳﻘﻪ ﻗﻂ ﻓﻘﺪ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻪ ﺍﲣﺬ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺯﻭﺟﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺣﲔ ﺃﺑﺎﺡ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ
ﺗﻌﺪﺩ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﺕ ﻣﺪﺓ ﻗﺼﲑﺓ ﻟﻜﺜﺮﺓ
ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﰲ ﺍﳊﺮﻭﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ4
شكله : يجمع الرأي أن سقراط غاية في دمامة الخلقة، فله أنف أفطس ،وبطن كبير ،انه أقبح شكلا من الأمساخ التي ذكرت في المسرحيات ، وكان دائما يرتدي ملابس شعثاء باليه ،ويسير حافي القدمين في أرجاء البلد كلها5 /
ﻭﻗﺪ ﻛﺘﺐ ﻋﻨﻪ ﺃﻟﻘﺒﻴﺎﺩﺱ ﰲ ﺇﺻﺮﺍﺭ ﻋﺠﻴﺐ، ﺣﱴ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﻬﺮ ﻓﻴﻪ ﲝﺒﻪ ﻳﻘﻮﻝ: "ﺃﻗﻮﻝ ﺇﻥ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﻳﺸﺒﻪ ﻛﻞ ﺍﻟﺸﺒﻪ ﺃﻗﻨﻌﺔ ﺳﻴﻠﻴﻨﺲ، ﺍﻟﱵ ﳝﻜﻦ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ ﰲ ﺣﻮﺍﻧﻴﺖ ﺍﻟﺘﻤﺎﺛﻴﻞ، ﻭﰲ ﺃﻓﻮﺍﻫﻬﺎ ﻣﺰﺍﻣﲑ ﻭﺻﻔﺎﺭﺍﺕ، ﻭﺗﻨﻔﺘﺢ ﰲ ﺃﻭﺳﺎﻃﻬﺎ ﻓﺘﺮﻯ ﰲ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ ﺻﻮﺭ ﺍﻵﳍﺔ. ﻭﺃﻗﻮﻝ ﺃﻳﻀﺎﹰ ﺇﻧﻪ ﻳﺸﺒﻪ ﻣﺎﺭﺳﻴﺎﺱ Marsyas ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ ﺍﳋﺮﺍﰲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻧﺼﻔﻪ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻭﻧﺼﻔﻪ ﺍﻷﺳﻔﻞ ﻣﻦ ﻣﺎﻋﺰ (Satyr)، ﻭﻟﺴﺖ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻧﻚ ﻳﺎ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﺗﻨﻜﺮ ﺃﻥ ﻭﺟﻬﻚ ﻫﻮ ﻭﺟﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﺨﻠﻮﻕ ﺍﳋﺮﺍﰲ". ﻭﱂ ﻳﻌﺘﺮﺽ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ، ﺑﻞ ﺇﻧﻪ ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺷﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻓﻘﺪ ﺍﻋﺘﺮﻑ ﺑﺄﻥ ﻟﻪ ﻛﺮﺷﺎﹰ ﻣﻔﺮﻃﺔ ﰲ ﺍﻟﻜﱪ ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺮﺟﻮ ﺃﻥ ﻳﻨﻘﺼﻬﺎ ﺍﻟﺮﻗﺺ6
شكله : يجمع الرأي أن سقراط غاية في دمامة الخلقة، فله أنف أفطس ،وبطن كبير ،انه أقبح شكلا من الأمساخ التي ذكرت في المسرحيات ، وكان دائما يرتدي ملابس شعثاء باليه ،ويسير حافي القدمين في أرجاء البلد كلها5 /
ﻭﻗﺪ ﻛﺘﺐ ﻋﻨﻪ ﺃﻟﻘﺒﻴﺎﺩﺱ ﰲ ﺇﺻﺮﺍﺭ ﻋﺠﻴﺐ، ﺣﱴ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﳚﻬﺮ ﻓﻴﻪ ﲝﺒﻪ ﻳﻘﻮﻝ: "ﺃﻗﻮﻝ ﺇﻥ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﻳﺸﺒﻪ ﻛﻞ ﺍﻟﺸﺒﻪ ﺃﻗﻨﻌﺔ ﺳﻴﻠﻴﻨﺲ، ﺍﻟﱵ ﳝﻜﻦ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ ﰲ ﺣﻮﺍﻧﻴﺖ ﺍﻟﺘﻤﺎﺛﻴﻞ، ﻭﰲ ﺃﻓﻮﺍﻫﻬﺎ ﻣﺰﺍﻣﲑ ﻭﺻﻔﺎﺭﺍﺕ، ﻭﺗﻨﻔﺘﺢ ﰲ ﺃﻭﺳﺎﻃﻬﺎ ﻓﺘﺮﻯ ﰲ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ ﺻﻮﺭ ﺍﻵﳍﺔ. ﻭﺃﻗﻮﻝ ﺃﻳﻀﺎﹰ ﺇﻧﻪ ﻳﺸﺒﻪ ﻣﺎﺭﺳﻴﺎﺱ Marsyas ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ ﺍﳋﺮﺍﰲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻧﺼﻔﻪ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻭﻧﺼﻔﻪ ﺍﻷﺳﻔﻞ ﻣﻦ ﻣﺎﻋﺰ (Satyr)، ﻭﻟﺴﺖ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻧﻚ ﻳﺎ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﺗﻨﻜﺮ ﺃﻥ ﻭﺟﻬﻚ ﻫﻮ ﻭﺟﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﳌﺨﻠﻮﻕ ﺍﳋﺮﺍﰲ". ﻭﱂ ﻳﻌﺘﺮﺽ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ، ﺑﻞ ﺇﻧﻪ ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺷﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻓﻘﺪ ﺍﻋﺘﺮﻑ ﺑﺄﻥ ﻟﻪ ﻛﺮﺷﺎﹰ ﻣﻔﺮﻃﺔ ﰲ ﺍﻟﻜﱪ ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺮﺟﻮ ﺃﻥ ﻳﻨﻘﺼﻬﺎ ﺍﻟﺮﻗﺺ6
الخدمة
العسكرية :
ﻭﺍﻛﺘﺴﺐ
ﺷﻬﺮﺓﹰ ﻓﺎﺋﻘﺔﹰ ﰲ ﺍﳉﻨﺪﻳﺔ ﺃﺛﻨﺎﺀ
ﺣﺮﺏ
ﺍﻟﺒﻠﻮﺑﻮﻧﻴﺰ، ﻭﺣﺎﺭﺏ ﰲ ﺑﻮﺗﻴﺪﻳﺎ
Potidaea
ﻋﺎﻡ
432،
ﻭﰲ ﺩﻳﻠﻴﻮﻡ Delium
ﻋﺎﻡ
424،
ﻭﰲ ﺃﻣﻔﺒﻮﻟﻴﺲ ﻋﺎﻡ 422.
ﻭﰲ
ﺑﻮﺗﻴﺪﻳﺎ ﺃﻧﻘﺬ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺸﺎﺏ
ﺃﻟﻘﺒﻴﺎﺩﺱ ﻭﺳﻼﺣﻪ، ﻭﻧﺰﻝ ﻋﻦ ﺟﺎﺋﺰﺓ
ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﺇﻛﺮﺍﻣﺎﹰ ﳋﺎﻃﺮ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺸﺎﺏ، ﻭﰲ
ﺩﻳﻠﻴﻮﻡ
ﻛﺎﻥ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺗﻘﻬﻘﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺛﻴﻨﻴﲔ
ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻹﺳﺒﺎﺭﻃﻴﲔ، ﻭﻳﻠﻮﺡ ﺃﻧﻪ
ﺃﳒﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﻖ ﰲ ﺍﻟﻌﺪﻭ،
ﻓﺨﺎﻓﻪ ﺍﻹﺳﺒﺎﺭﻃﻴﲔ ﻭﻫﻢ ﻗﻮﻡ ﻻ
ﳜﺎﻓﻮﻥ.
ﻭﻳﻘﺎﻝ
ﺇﻧﻪ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻛﻠﻬﺎ ﺑﺰ ﲨﻴﻊ
ﺃﻗﺮﺍﻧﻪ ﰲ ﻗﻮﺓ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻝ ﻭﰲ
ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ، ﻭﺇﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﱪ ﻋﻠﻰ
ﺍﳉﻮﻉ
ﻭﺍﻟﺘﻌﺐ ﻭﺍﻟﱪﺩ ﻓﻼ ﻳﺸﻜﻮ ﻭﻻ ﻳﺘﻤﻠﻤﻞ
7
طباعه
:تحرره
من الملذات
ﻭﻳﺘﻔﻖ
ﺃﻓﻼﻃﻮﻥ ﻭﺃﻛﺴﺎﻧﻮﻓﻮﻥ ﰲ ﻭﺻﻔﻬﻢ
ﻋﺎﺩﺍﺗﻪ ﻭﺃﺧﻼﻗﻪ.
ﻣﻦ
ﻫﺬﻩ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻨﻊ ﺑﺜﻮﺏ ﺑﺴﻴﻂ
ﺭﺙ ﻳﻠﺒﺴﻪ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﺴﻨﺔ، ﻭﻳﻔﻀﻞ
ﺍﳊﻔﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺣﺬﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﺧﻔﺎﻑ
ﻭﻗﺪ ﲢﺮﺭ ﺇﱃ ﺣﺪ ﻻ ﻳﺼﺪﻗﻪ ﺍﻟﻌﻘﻞ
ﻣﻦ ﺩﺍﺀ ﺍﻟﺘﻤﻠﻚ ﺍﻟﻮﺑﻴﻞ ﺍﳌﺼﺎﺏ
ﺑﻪ ﺍﳉﻨﺲ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ، ﻭﻳﻘﺎﻝ ﺇﻧﻪ
ﺃﺑﺼﺮ ﺫﺍﺕ ﻣﺮﺓ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺒﻀﺎﺋﻊ
ﺍﳌﻌﺮﻭﺿﺔ ﻟﻠﺒﻴﻊ ﻓﻘﺎﻝ:
"ﻣﺎ
ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺃﺣﺘﺎﺟﻬﺎ!"ﻭﻛﺎﻥ
ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﻏﲏ ﰲ ﻓﻘﺮﻩ.
ﻭﻛﺎﻥ
ﻣﻀﺮﺏ ﺍﳌﺜﻞ ﰲ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ ﻭﺿﺒﻂ
ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻌﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﲔ.
ﻭﻛﺎﻥ
ﰲ ﻭﺳﻌﻪ ﺃﻥ ﻳﺸﺮﺏ ﻛﻤﺎ ﻳﺸﺮﺏ ﺃﻱ
ﺭﺟﻞ ﻣﻬﺬﺏ ﻣﺜﻘﻒ، ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﰲ ﺣﺎﺟﺔ
ﺇﱃ ﺍﻟﺰﻫﺪ ﻟﻜﻲ ﳛﺘﻔﻆ ﺑﺎﺳﺘﻘﺎﻣﺔ
ﺧﻠﻘﻪ .
ﻭﱂ
ﻳﻜﻦ ﻧﺎﺳﻜﺎﹰ ﻳﻌﺘﺰﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﺑﻞ
ﻛﺎﻥ ﳛﺐ ﺍﻟﺮﻓﻘﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ، ﻭﻛﺎﻥ
ﻻ ﻳﺄﰉ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻰ ﺇﱃ ﻭﻻﺋﻢ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ
ﻣﻦ ﺣﲔ ﺇﱃ ﺣﲔ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﱂ ﳜﻀﻊ ﳍﻢ ﺃﻭ
ﻳﻨﺤﲏ ﺍﻣﺘﺜﺎﻻﹰ ﻷﻣﺮﻫﻢ، ﻭﻛﺎﻥ ﰲ
ﻭﺳﻌﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺩﻭﻥ
ﻣﻌﻮﻧﺘﻬﻢ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺮﻓﺾ ﻫﺪﺍﻳﺎ
ﺍﻟﻜﱪﺍﺀ ﻭﺍﳌﻠﻮﻙ ﻭﻭﻻﺋﻤﻬﻢ 8
وفاته :
وفاته :
محاكمته
:بقدر
ما أثار سقراط اعجاب الكثيرين بقدر ما
أثار غضب الكثيرين ، حتى وصل الأمر الى
محاكمته في عام 399
ق.م
وهو بعمر السبعين
وسجل موته في محاورة "فيدون "
"وكان موجهو الاتهام هم "أنايتس " وهو سياسي ديمقراطي ، و"ميلتس " وهو شاعر مغمور وطويل الشعر مسترخيه ، و "لايكون " وهو خطيب مجهول9
وسجل موته في محاورة "فيدون "
"وكان موجهو الاتهام هم "أنايتس " وهو سياسي ديمقراطي ، و"ميلتس " وهو شاعر مغمور وطويل الشعر مسترخيه ، و "لايكون " وهو خطيب مجهول9
وكان نص الاتهام : "ﺃﻥ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﻣﺬﻧﺐ ﻋﺎﻡ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﺑﺎﻵﳍﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﺘﺮﻑ ﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ، ﺑﻞ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺎﺋﻨﺎﺕ ﺷﻴﻄﺎﻧﻴﺔ" (ﺍﻟﺪﳝﻮﻧﻴﻮﻥ ﺍﻟﺴﻘﺮﺍﻃﻴﺔ)؛ "ﻭﺃﻧﻪ ﻣﺬﻧﺐ ﻛﺬﻟﻚ ﻷﻧﻪ ﺃﻓﺴﺪ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ"10ويلاحظ ان الثلاثة السابقون يمثلون السياسين والصناعيين ،والخطباء والشعراء ،ويثير هذا التساؤل ما الذي فعله سقراط ليثير عداوة كل هذه الفئات ؟
"حين طاف سقراط بين الناس يسألهم فقصد بادىء ذي بدء رجلا من رجال السياسة "ظنه الكثير من الناس حكيما وظن بنفسه أكثر مما ظن به الناس " فما أسرع ما تبين أن الرجل لم يكن من الحكمة في شيء وأضح له في رفق وثبات "فكانت النتيجة أنه كرهني "فقصد بعدئذ الشعراء وطلب اليهم ان يفسروا بعض فقرات وردت في أشعارهم ولكنهم عجزوا عن أداء ما طلب اليهم "فعرفت عنئذ ان الشعراء لا يكتبون الشعر صدورا عن حكمة فيهم ،ولكنهم يكتبونه بضرب من العبقرية والوحي
ثم
ذهب الى رجال الصناعة ولقى عندهم ما لقى
عند هؤلاء من خيبة الرجاء ،ويقول أنه في
غضون ذلك كله ،كان يثير عليه صدور كثير
من الناس من ذوي الخطر "
11وقد
سجل أفلاطون في محاروة "الدفاع
"
الخطبة
التي ألقاها سقراط دفاعا عن نفسه اثناء
محاكمته ،ومن المؤكد أن أفلاطون قد حضر
المحاكمة ،ومما يتضح مما لاشك فيه أن ما
أثبته أفلاطون في هذه المحاورة هو أقرب
لما وعته ذاكرته مما قاله سقراط فعلا ،
وان أفلاطون قد قصد في هذه المحاورة أن يكون مؤرخا أمينا يلتزم حدود الواقع ورغم ما يحيط الموقف من الشكوك الا انه كاف لتقديم صورة شخصية سقراط قريبة جدا من التحديد الواضح12
ومما قاله فيها “ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻧﻪ ﻣﻜﻠﻒ ﺑﺮﺳﺎﻟﺔ ﺇﳍﻴﺔ ﻫﻲ ﺃﻥ ﻳﻬﺪﻱ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﱃ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ، ﻭﺇﻧﻪ ﻟﻦ ﳝﺘﻨﻊ ﻋﻦ ﺇﺑﻼﻍ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻫﺬﻩ
وان أفلاطون قد قصد في هذه المحاورة أن يكون مؤرخا أمينا يلتزم حدود الواقع ورغم ما يحيط الموقف من الشكوك الا انه كاف لتقديم صورة شخصية سقراط قريبة جدا من التحديد الواضح12
ومما قاله فيها “ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻧﻪ ﻣﻜﻠﻒ ﺑﺮﺳﺎﻟﺔ ﺇﳍﻴﺔ ﻫﻲ ﺃﻥ ﻳﻬﺪﻱ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﱃ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﺼﺎﳊﺔ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ، ﻭﺇﻧﻪ ﻟﻦ ﳝﺘﻨﻊ ﻋﻦ ﺇﺑﻼﻍ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ
ﺃﻳﺎﹰ ﻛﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﻬﺪﺩ ﺑﻪ:
"ﻭﻟﻮ
ﻓﻌﻠﺖ ﻟﻜﺎﻥ ﻣﺴﻠﻜﻲ ﻋﺠﻴﺒﺎﹰ ﲝﻖ.
ﺃﻱ
ﺭﺟﺎﻝ ﺃﺛﻴﻨﺔ، ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﻭﺃﻧﺎ ﲢﺖ
ﺇﻣﺮﺓ ﺍﻟﻘﻮﺍﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺧﺘﺮﲤﻮﻫﻢ
ﺭﺅﺳﺎﺀ ﻋﻠﻲ ﰲ ﺑﻮﺗﻴﺪﻳﺎ، ﻭﺃﻣﻔﺒﻮﻟﻴﺲ،
ﻭﺩﺑﻠﻴﻮﻡ ﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﺣﻴﺚ ﺃﻣﺮﻭﱐ
ﺑﺎﻟﺜﺒﺎﺕ، ﻭﻭﺍﺟﻬﺖ ﺍﳌﻮﺕ ﻛﻤﺎ
ﻭﺍﺟﻬﻪ ﻛﻞ ﺭﺟﻞ ﺁﺧﺮ -
ﻭﺇﺫﺍ
ﻛﻨﺖ ﺍﻵﻥ، ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﻭﺃﺗﺼﻮﺭ
ﺃﻥ ﺍﻟﻠﹼﻪ ﻳﺄﻣﺮﱐ ﺑﺄﻥ ﺃﺅﺩﻱ ﺭﺳﺎﻟﺔ
ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻑ ﻓﺄﻓﺤﺺ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﻭﻋﻦ
ﻏﲑﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ اﻧﺎ ﺃﲣﻠﻰ
ﻋﻦ ﻣﻬﻤﱵ ﺧﺸﻴﺔ ﺍﳌﻮﺕ...،
ﻭﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻗﻠﺘﻢ ﱄ:
ﻳﺎ
ﺳﻘﺮﺍﻁ ﺇﻧﺎ ﺳﻨﻌﻔﻮ ﻋﻨﻚ ﺍﻵﻥ ﻭﻻ
ﻧﺸﺘﺮﻁ ﻋﻠﻴﻚ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻜﻒ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﻋﻠﻰ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺤﻮ...ﺃﺟﺒﺘﻜﻢ:
ﺃﻱ
ﺭﺟﺎﻝ ﺃﺛﻴﻨﺔ، ﺇﱐ ﺃﺟﻠﻜﻢ ﻭﺃﺣﺒﻜﻢ،
ﻭﻟﻜﲏ ﺳﺄﻃﻴﻊ ﺍﻟﻠﹼﻪ ﻭﻻ ﺃﻃﻴﻌﻜﻢ،
ﻭﻟﻦ ﺃﻣﺘﻨﻊ، ﻣﺎ ﺩﻣﺖ ﺣﻴﺎﹰ ﻭﻣﺎ
ﺩﺍﻣﺖ ﻟﺪﻱ ﻗﻮﺓ، ﻋﻦ ﳑﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ
ﺃﻭ ﺗﻌﻠﻴﻤﻬﺎ ﻟﻠﻨﺎﺱ، ﺃﻋﻆ ﻛﻞ ﻣﻦ
ﺃﻟﻘﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﱵ ﺍﳋﺎﺻﺔ، ﻭﺃﻗﻨﻌﻪ،
ﻭﺃﻗﻮﻝ ﻟﻪ:
ﺃﻱ
ﺻﺪﻳﻘﻲ، ﱂ ﺗﻌﲎ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ
ﻛﻠﻬﺎ ﺑﺎﺩﺧﺎﺭ ﺃﻛﱪ ﻗﺪﺭ ﻣﺴﺘﻄﺎﻉ
ﻣﻦ ﺍﳌﺎﻝ ﻭﺍﻟﺸﺮﻑ ﻭﺍﻟﺴﻤﻌﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ
ﻭﻻ ﺗﺪﺧﺮ ﺇﻻ ﺍﻟﱰﺭ ﺍﻟﻴﺴﲑ ﻣﻦ ﺍﳊﻜﻤﺔ
ﻭﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻭﺃﻧﺖ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ
ﺃﺛﻴﻨﺔ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ، ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ،
ﺍﳊﻜﻴﻤﺔ؟
ﻭﺃﻫﻴﺐ ﺑﻜﻢ ﻳﺎ ﺭﺟﺎﻝ ﺃﺛﻴﻨﺔ ﺃﻥ
ﺗﻔﻌﻠﻮﺍ ﻣﺎ ﻳﺄﻣﺮﻛﻢ ﺑﻪ ﺃﻧﻴﺘﻮﺱ،
ﺑﺮﺋﻮﱐ ﺃﻭ ﻻ ﺗﱪﺋﻮﱐ، ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻳﺎﹰ
ﻛﺎﻥ ﻣﺎ ﺗﻔﻌﻠﻮﻧﻪ ﰊ، ﻓﻠﺘﻌﻠﻤﻮﺍ
ﺃﱐ ﻟﻦ ﺃﺑﺪﻝ ﻃﺮﺍﺋﻘﻲ،
ﻭﻟﻮ
ﻣﺖ ﻣﺮﺍﺕ ﻛﺜﲑﺓ/
13
وسجل افلاطون في محاورة “افيدون “ يوم اعدام سقراط
"ﻭﻗﺪ ﻣﻬﺪ ﻟﻪ ﺃﻗﺮﻳﻄﻮﻥ ﻭﻏﲑﻩ ﻣﻦ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﺑﺎﻟﺮﺷﺎ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻔﺮﺍﺭ، ﻭﺍﻟﺮﺟﺢ ﺃﻥ ﺃﻧﻴﺘﻮﺱ ﻛﺎﻥ ﻳﺄﻣﻞ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺤﻮ. ﻭﻟﻜﻦ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﺑﻘﻰ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺇﱃ ﺁﺧﺮ ﻳﻮﻡ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻪ.
وسجل افلاطون في محاورة “افيدون “ يوم اعدام سقراط
"ﻭﻗﺪ ﻣﻬﺪ ﻟﻪ ﺃﻗﺮﻳﻄﻮﻥ ﻭﻏﲑﻩ ﻣﻦ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﺑﺎﻟﺮﺷﺎ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻔﺮﺍﺭ، ﻭﺍﻟﺮﺟﺢ ﺃﻥ ﺃﻧﻴﺘﻮﺱ ﻛﺎﻥ ﻳﺄﻣﻞ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺤﻮ. ﻭﻟﻜﻦ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﺑﻘﻰ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺇﱃ ﺁﺧﺮ ﻳﻮﻡ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻪ.
وﱂ
ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻗﺘﺮﺍﺡ ﺃﻗﺮﻳﻄﻮﻥ، ﺑﻞ ﺃﺧﺬ
ﻳﺒﺤﺜﻪ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ،
ﻭﻳﻨﺎﻗﺸﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﳉﺪﻟﻴﺔ،
ﻭﻳﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﻨﻄﻖ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ
ﻭﱂ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ﻋﻦ ﺯﻳﺎﺭﺗﻪ ﰲ ﺳﺠﻨﻪ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﻘﻀﻰ ﺑﲔ ﺇﺩﺍﻧﺘﻪ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﳊﻜﻢ ﻓﻴﻪ، ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻪ ﻇﻞ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭﻫﻮ ﻫﺎﺩﺉ ﺣﱴ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ. كما يحدﺛﻨﺎ ﺃﻓﻼﻃﻮﻥ .14 ويصف افلاطون وفاته :
“في ذلك اليوم تجمهر تلامذته في السجن ووصلت زوجته وهي تجهش في البكاء وتمزق ثيابها، تأثر بمنظرها وأمرها بالرحيل والتفت الى تلامذته يناقشهم في مواضيع مختلفة عن الفن والموت والروح.
ﻭﱂ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ﻋﻦ ﺯﻳﺎﺭﺗﻪ ﰲ ﺳﺠﻨﻪ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﻘﻀﻰ ﺑﲔ ﺇﺩﺍﻧﺘﻪ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﳊﻜﻢ ﻓﻴﻪ، ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻪ ﻇﻞ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭﻫﻮ ﻫﺎﺩﺉ ﺣﱴ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻷﺧﲑﺓ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ. كما يحدﺛﻨﺎ ﺃﻓﻼﻃﻮﻥ .14 ويصف افلاطون وفاته :
“في ذلك اليوم تجمهر تلامذته في السجن ووصلت زوجته وهي تجهش في البكاء وتمزق ثيابها، تأثر بمنظرها وأمرها بالرحيل والتفت الى تلامذته يناقشهم في مواضيع مختلفة عن الفن والموت والروح.
عندما
اقترب الوقت المخصص لتجرع السم ، دخل
سقراط غرفة مجاورة ليستحم وهو يقول:
اريد
ان اوفر على النساء تنظيف جثة ميت.
طال
الاستحمام والجلاد ينتظر على الباب، ولما
خرج اقترب منه الجلاد وفي يده كأس السم،
قدمه اليه وقال له:
-
سقراط
اعرف انك لن تشتمني كما يفعل الاخرون،
أنت عاقل وتستطيع ان تتحمل قدرك.
-
مرحى
لك!
ماذا
علي ان افعل ؟
-
لا
شئ سوى خطوات قليلة بعد التجرع، وعندما
تشعر بثقل في ساقيك، عليك ان تستلقي
والباقي يتولاه السم نفسه.
تناول
سقراط الكأس وتجرعه دفعة واحدة بكل هدوء،
لم يتمالك تلامذته مشاعرهم فانفجروا
يجهشون بالبكاء مثيرين غضب المعلم.
-
ماذا
تفعلون ؟ لقد أمرت زوجتي بالرحيل حتى لا
أرى ما يشبه مظاهر الضعف هذه أريد ان أموت
بصمت الخشوع ..
فتمالكوا
مشاعركم.
وصمت
الجميع فوراً .
بعدها
استلقى سقراط كما اشار جلاده .
وجاء
الجلاد يقيد رجليه ويقول له:
-
هل
تشعر بشيء؟
-
كلا
وطفق
الجلاد يشرح للحاضرين ان الموت يصل الى
القلب بعد أن تبلغ البرودة الرجلين والبطن.
وعندما
شعر سقراط بهده البرودة تصل الى بطنه،
اشار الى تلميذه المخلص كريتون بالاقتراب
ليقول له بصوت ضعيف:
-
كريتون:
في
ذمتنا ديك لايسكولاب، أدفع له ثمنه دون
نقاش.
-
حاضر
يا سيدي.
هل
تريد شيئاً اخر ؟
لم
يجب سقراط.
لقد
أغمضت عيناه …
لماذا
سقراط
هل يمكن أن نحكي قصة الفلسفة دون أن نذكر سقراط ؟
أن تكون رقما صعبا ان يتم تجاوزه ، أن تقسم الفلسفة الى شطرين ما قبله وما بعده ،فيقال الفلسفة ما قبل السقراطية ...يعنى أن تكون سقراط
هو أول من أطلق على نفسه لقب الفيلسوف ، وهو ما يعني حب الحكمة
فهل كان صادقا في هذا ؟ هل كان يحب الحكمة حقا ؟
يقول جوستاين غاردر في رواية صوفي على لسان البطل الذي يرسل للطفلة صوفي الرسائل ليشرح لها معنى الفلسفة “ أن ارنبا ضخما يخرج من قبعة الساحر ولانه أرنب ضخم فان جلسه السحر هذه ستحتاج الى مليارات السنين ، وكل أطفال البشر يولدون على طرف الشعرات الدقيقة في فروته ،ومما يجعلهم يدهشون مباشرة ،من جلسة الشعوذة المستحيلة ،ولكنهم يكبرون ويغرقون أكثر فأكثر في عمق فروة الأرنب ،حيث يمكثون ،ويشعرون بالراحة بحيث لا يعودون أبدا الى امتلاك شجاعة تسلق الشعرة.
هل يمكن أن نحكي قصة الفلسفة دون أن نذكر سقراط ؟
أن تكون رقما صعبا ان يتم تجاوزه ، أن تقسم الفلسفة الى شطرين ما قبله وما بعده ،فيقال الفلسفة ما قبل السقراطية ...يعنى أن تكون سقراط
هو أول من أطلق على نفسه لقب الفيلسوف ، وهو ما يعني حب الحكمة
فهل كان صادقا في هذا ؟ هل كان يحب الحكمة حقا ؟
يقول جوستاين غاردر في رواية صوفي على لسان البطل الذي يرسل للطفلة صوفي الرسائل ليشرح لها معنى الفلسفة “ أن ارنبا ضخما يخرج من قبعة الساحر ولانه أرنب ضخم فان جلسه السحر هذه ستحتاج الى مليارات السنين ، وكل أطفال البشر يولدون على طرف الشعرات الدقيقة في فروته ،ومما يجعلهم يدهشون مباشرة ،من جلسة الشعوذة المستحيلة ،ولكنهم يكبرون ويغرقون أكثر فأكثر في عمق فروة الأرنب ،حيث يمكثون ،ويشعرون بالراحة بحيث لا يعودون أبدا الى امتلاك شجاعة تسلق الشعرة.
وحدهم
الفلاسفة يمتلكون شجاعة السير في الرحلة
الخطيرة التي تقودهم الى أقصى حدود اللغة
والوجود،وبعضهم يعود الى الوقوع في القاع
،ولكن أخرين يتشبثون بشعرات الارتب
ويشجعون كل البشر الذين لا يفعلون شيئا
في الاسفل ،الا الشرب وملء الكأس من جديد
على اللحاق بهم
-سيداتي وسادتي ،نحن نطوف في الفضاء ،هكذا يعلنون “15
هكذا هم الفلاسفة ،وهكذا هو سقراط ، بل أن سقراط لا يصعد الى "خارج شعيرات هذا الارنب “ وحده بل يصر أن يأخذ كل من يستطيع معه كما هو يصف نفسه
“ﻛﺬﺑﺎﺑﺔ ﺑﻌﺜﻬﺎ ﺍﻟﻠﹼﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ، ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺷﺒﻴﻬﺔ ﲜﻮﺍﺩ ﻋﻈﻴﻢ ﻛﺮﱘ، ﺑﻄﻲﺀ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻟﻀﺨﺎﻣﺔ ﺟﺴﻤﻪ، ﰲ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻳﺒﺚ ﻓﻴﻪ ﺍﳊﻴﺎﺓ.” 16
-سيداتي وسادتي ،نحن نطوف في الفضاء ،هكذا يعلنون “15
هكذا هم الفلاسفة ،وهكذا هو سقراط ، بل أن سقراط لا يصعد الى "خارج شعيرات هذا الارنب “ وحده بل يصر أن يأخذ كل من يستطيع معه كما هو يصف نفسه
“ﻛﺬﺑﺎﺑﺔ ﺑﻌﺜﻬﺎ ﺍﻟﻠﹼﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ، ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺷﺒﻴﻬﺔ ﲜﻮﺍﺩ ﻋﻈﻴﻢ ﻛﺮﱘ، ﺑﻄﻲﺀ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻟﻀﺨﺎﻣﺔ ﺟﺴﻤﻪ، ﰲ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﻣﺎ ﻳﺒﺚ ﻓﻴﻪ ﺍﳊﻴﺎﺓ.” 16
كان
هكذا سقراط يثير الجميع ويستفزهم ليخرجوا
من ذلك القاع فهو اشبه بالنحلة التي لاتفتأ
عن الدوران والرقص في كل مكان لجعل الناس
دائما في حالة يقظة
ولم يكن يفعل ذلك بتبجح واستعلاء بل كان يقول لهم “ انا لا أعرف شيئا الا شيئا واحدا هو أني لا أعرف “ وهو ااعتراف نادر حتى بين الفلاسفة
ليأخذهم معه في رحلة البحث عن الحكمة ، فكان يمشي في الاسواق ، وفي الطرقات يسأل الناس ويستثيرهم ،ويشككهم فيما يظنون انه قطعي ، ويتركهم كثيرا دون اجابات بل يتركهم بأسئلة كثيرة ،فلا يستطيعون العودة الى قاع الارنب مرة أخرى ،بل يظلوا هناك على اطراف الشعيرات باحثين عن اجابات لتلك الأسئلة
الفيلسوف ،هو محب الحكمة ، وقد كان سقراط اول من أطلق على نفسه هكذا
وقد كان حقا محبا للحكمة ،فلم يهتم بانشاء مدرسة ليعلم بها ،بل اهتم بالبحث عنها ونشرها بين الناس
ولم يكتب سقراط اي شيء ورغم هذا كتب عنه الكثير حتى يومنا هذا
وهناك الالاف الذين يكتبون ويدعون الحكمة ولا يبقى منهم شيء ،أما هو فهو لم يبالي بان يكتب ليبقى ،ولكن الغريب أنه بقى أكثر بكثير من الالاف الذين كتبوا وارادو البقاء
ولم يكن يفعل ذلك بتبجح واستعلاء بل كان يقول لهم “ انا لا أعرف شيئا الا شيئا واحدا هو أني لا أعرف “ وهو ااعتراف نادر حتى بين الفلاسفة
ليأخذهم معه في رحلة البحث عن الحكمة ، فكان يمشي في الاسواق ، وفي الطرقات يسأل الناس ويستثيرهم ،ويشككهم فيما يظنون انه قطعي ، ويتركهم كثيرا دون اجابات بل يتركهم بأسئلة كثيرة ،فلا يستطيعون العودة الى قاع الارنب مرة أخرى ،بل يظلوا هناك على اطراف الشعيرات باحثين عن اجابات لتلك الأسئلة
الفيلسوف ،هو محب الحكمة ، وقد كان سقراط اول من أطلق على نفسه هكذا
وقد كان حقا محبا للحكمة ،فلم يهتم بانشاء مدرسة ليعلم بها ،بل اهتم بالبحث عنها ونشرها بين الناس
ولم يكتب سقراط اي شيء ورغم هذا كتب عنه الكثير حتى يومنا هذا
وهناك الالاف الذين يكتبون ويدعون الحكمة ولا يبقى منهم شيء ،أما هو فهو لم يبالي بان يكتب ليبقى ،ولكن الغريب أنه بقى أكثر بكثير من الالاف الذين كتبوا وارادو البقاء
لقد
صار رقما صعبا في الفلسفة ،فهو ذلك الذي
شطر الفلسفة الى شطرين ،فيقال (الفلسفة
ما قبل السقراطية )
،فلا
يمكن ان نحكي قصة الفلسفة الغربية دون ان
نذكره ،فاي شخصية كانت سقراط حتى يكون
هكذا
وكان سقراط له ميزة الاجتهاد في تطبيق تعاليمه على نفسه ،وان يكون سلوكه متوافقا مع افكاره ،مما جعل تلاميذه يتأثرون به وبشده
ونرى ذروة هذا الاتساق مع الافكار في يوم المحكمة حين يقف ليدافع عن افكاره ويرفض ان يهرب منها ،بل ويقبل الاعدام لايمانه باهمية احترام القانون كمواطن
ولربما كان لموته في سبيل هذه الافكار أحد أسباب تلك الهالة التي أكتسبها
فالأفكار لاتموت بقتل أصحابها ،بل تحيا بموته
كما أخبر الشهيد سيد قطب-الذي قتل ايضا بسبب أفكاره- أخته في رسالته لها “أفراح الروح “ ( إن كلماتنا وأفكارنا ستظل عرائس من شمع حتي .. إذا متنا في سبيلها دبت فيها الحياة )
ومن الملاحظ ان نرى لفكرة "اعرف نفسك " ودعوته للبحث في داخل الانسان ،اثر في الأدب الغربي الحديث في هذا العالم المادي ، فنجد كتب وافكار تروج "لايقاظ العملاق في داخلك " وان الاجابة كلها في الداخل وتكون هذه الكتب هي الاكثر رواجا ،بل ونرى في الادب الحالي ان من أكثر الروايات مبيعا هي روايات (باولو كويلو) الذي يحمل نفس الفكرة ،الاجابة بداخلك ،انت الاجابة.
وكان سقراط له ميزة الاجتهاد في تطبيق تعاليمه على نفسه ،وان يكون سلوكه متوافقا مع افكاره ،مما جعل تلاميذه يتأثرون به وبشده
ونرى ذروة هذا الاتساق مع الافكار في يوم المحكمة حين يقف ليدافع عن افكاره ويرفض ان يهرب منها ،بل ويقبل الاعدام لايمانه باهمية احترام القانون كمواطن
ولربما كان لموته في سبيل هذه الافكار أحد أسباب تلك الهالة التي أكتسبها
فالأفكار لاتموت بقتل أصحابها ،بل تحيا بموته
كما أخبر الشهيد سيد قطب-الذي قتل ايضا بسبب أفكاره- أخته في رسالته لها “أفراح الروح “ ( إن كلماتنا وأفكارنا ستظل عرائس من شمع حتي .. إذا متنا في سبيلها دبت فيها الحياة )
ومن الملاحظ ان نرى لفكرة "اعرف نفسك " ودعوته للبحث في داخل الانسان ،اثر في الأدب الغربي الحديث في هذا العالم المادي ، فنجد كتب وافكار تروج "لايقاظ العملاق في داخلك " وان الاجابة كلها في الداخل وتكون هذه الكتب هي الاكثر رواجا ،بل ونرى في الادب الحالي ان من أكثر الروايات مبيعا هي روايات (باولو كويلو) الذي يحمل نفس الفكرة ،الاجابة بداخلك ،انت الاجابة.
أفكاره
الرئيسية :
مجادلة
سقراط :
طريقة سقراط هي نوع من أنواع الجدل بين أفراد متعارضي المواقف تقوم على تبادل الأسئلة والأجوبة لإثارة التعليل العقلي وإنارة الأفكار الجديدة وتعتمد بالعادة على تحويل الدفاع عن فكرة معينة إلى هجوم على نقيضها كما تتم بمحاولة جر الخصم إلى مناقضة نفسه.
وسميت بطريقة سقراط أو مجادلة سقراط نسبة إلى الفيلسوف الإغريقي إذ استعملها في مجادلة مواطنيه الأثينيين. كما تسمى علميا بـ "أسلوب إلينخوس" (بالإنكليزية Elenchus، من اللاتينية ἔλεγχος | إلينخوس والتي تعني مجادلة الاعتراض، امتحان، تمحيص)
طريقة سقراط هي نوع من أنواع الجدل بين أفراد متعارضي المواقف تقوم على تبادل الأسئلة والأجوبة لإثارة التعليل العقلي وإنارة الأفكار الجديدة وتعتمد بالعادة على تحويل الدفاع عن فكرة معينة إلى هجوم على نقيضها كما تتم بمحاولة جر الخصم إلى مناقضة نفسه.
وسميت بطريقة سقراط أو مجادلة سقراط نسبة إلى الفيلسوف الإغريقي إذ استعملها في مجادلة مواطنيه الأثينيين. كما تسمى علميا بـ "أسلوب إلينخوس" (بالإنكليزية Elenchus، من اللاتينية ἔλεγχος | إلينخوس والتي تعني مجادلة الاعتراض، امتحان، تمحيص)
كما
يستعمل تعبير "مساءلة
سقراط"
(بالإنكليزية: Socratic
Questioning) لتصف
طرق استجوابية بحيث يتم الرد على سؤال ما
وكأنه الإجابة بحد ذاته مما يدفع 17السائل
إلى إعادة تحوير سؤاله بحسب تطور المحاورة.
تاريخها
:
حينما
ﺃﺟﺎﺏ ﻣﻬﺒﻂ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﰲ ﺩﻟﻔﻲ ﺟﻮﺍﺑﻪ
ﺍﳌﺰﻋﻮﻡ ﻋﻦ ﺳﺆﺍﻝ ﻛﺮﻳﻔﻮﻥ Chaerephon
ﺍﳌﺰﻋﻮﻡ
:
"ﻫﻞ
ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺃﻋﻘﻞ ﻣﻦ ﺳﻘﺮﺍﻁ"
ﻭﻫﻮ
:
"ﻻ
ﺃﺣﺪ"،
ﻋﺰﺍ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﻮﺍﺏ ﺇﱃ ﺍﻋﺘﺮﺍﻓﻪ
ﻫﻮ ﲜﻬﻠﻪ، ﻭﺷﺮﻉ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ
ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻭﺍﺟﺐ
ﺍﳊﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﺿﺤﺔ، ﻭﻗﺎﻝ
ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ :
"ﺇﻧﻪ
ﺳﻴﺘﺤﺪﺙ ﻣﻦ ﺣﲔ ﺇﱃ ﺣﲔ ﻋﻤﺎ ﻳﻬﻢ
ﺍﳉﻨﺲ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ، ﻓﻴﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺎﱀ
ﻭﻏﲑ ﺍﻟﺼﺎﱀ، ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﻝ ﻭﻏﲑ ﺍﻟﻌﺎﺩﻝ،
ﻭﻣﺎ ﻳﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﻣﺎ ﻻ ﻳﺘﻔﻖ
ﻣﻌﻪ، ﻭﻋﻤﺎ ﻳﻌﺪ ﺷﺠﺎﻋﺔ ﻭﻣﺎ ﻳﻌﺪ
ﺟﺒﻨﺎﹰ، ﻭﻋﻦ ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺍﳊﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﱵ
ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻋﻦ ﺻﻔﺎﺕ
ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺒﺎﺭﻉ ﰲ ﺣﻜﻤﻬﻢ، ﰒ ﻳﺴﺘﻄﺮﺩ
ﺇﱃ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ...
ﻳﺮﻯ
ﺃﻥ ﻣﻦ ﳚﻬﻠﻮﺎ ﻳﻌﺪﻭﻥ ﲝﻖ ﰲ ﻃﺒﻘﺔ
ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ"(
. ﻭﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺻﺎﺩﻑ ﻓﻜﺮﺓ ﻏﺎﻣﻀﺔ، ﺃﻭ ﺗﻌﻤﻴﻤﺎﹰ ﻫﻴﻨﺎﹰ ﻏﲑ ﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻘﺎﺋﻖ، ﺃﻭ ﻫﻮﻯ ﺧﺎﻣﺮ ﺍﳌﺘﺤﺪﺙ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ ﻋﻠﻢ ﻣﻨﻪ، ﲢﺪﻯ ﳏﺪﺛﻪ ﺑﻘﻮﻟﻘﻮﻟﻪ: "ﻣﺎ ﻫﻮ؟" ﰒ ﺳﺄﻟﻪ ﺃﻥ ﳛﺪﺩ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﲢﺪﻳﺪﺍﹰ
. ﻭﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺻﺎﺩﻑ ﻓﻜﺮﺓ ﻏﺎﻣﻀﺔ، ﺃﻭ ﺗﻌﻤﻴﻤﺎﹰ ﻫﻴﻨﺎﹰ ﻏﲑ ﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻘﺎﺋﻖ، ﺃﻭ ﻫﻮﻯ ﺧﺎﻣﺮ ﺍﳌﺘﺤﺪﺙ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ ﻋﻠﻢ ﻣﻨﻪ، ﲢﺪﻯ ﳏﺪﺛﻪ ﺑﻘﻮﻟﻘﻮﻟﻪ: "ﻣﺎ ﻫﻮ؟" ﰒ ﺳﺄﻟﻪ ﺃﻥ ﳛﺪﺩ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﲢﺪﻳﺪﺍﹰ
ﺩﻗﻴﻘﺎﹰ.
ﻭﺃﺻﺒﺢ
ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺗﻪ ﺃﻥ ﻳﺼﺤﻮ ﻣﺒﻜﺮﺍﹰ، ﻭﻳﺬﻫﺐ
ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ، ﺃﻭ ﺳﺎﺣﺎﺕ
ﺍﻷﻟﻌﺎﺏ ﺃﻭ ﻣﺪﺍﺭﺳﻬﺎ ﺃﻭ ﺇﱃ ﺣﻮﺍﻧﻴﺖ
ﺍﻟﺼﻨﺎﻉ، ﻭﻳﺄﺧﺬ ﰲ ﳎﺎﺩﻟﺔ ﺃﻱ ﺇﻧﺴﺎﻥ
ﻳﺘﻮﺳﻢ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﺍﳊﺎﻓﺰ ﺃﻭ
ﺍﻟﻐﺒﺎﺀ ﺍﳌﺴﻠﻲ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺴﺄﻝ:
"ﺃﱂ
ﻳﻌﻤﻞ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺇﱃ ﺃﺛﻴﻨﺔ ﻟﻜﻲ
ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻴﻪ"
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﺘﺒﻌﻬﺎ ﺳﻬﻠﺔ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺪ : ﻛﺎﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﺇﱃ ﻣﻦ ﳛﺪﺛﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﻓﻜﺮﺓ ﻋﺎﻣﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ، ﰒ ﻳﺒﺤﺚ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﻟﻴﻜﺸﻒ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻋﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻧﻘﺺ، ﺃﻭ ﺗﻨﺎﻗﺾ، ﺃﻭ ﺳﺨﻒ ﻭﺑﻄﻼﻥ، ﰒ ﻳﺴﺘﺪﺭﺝ ﳏﺪﺛﺔ ﺑﺄﺳﺌﻠﺘﻪ ﺍﳌﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﺇﱃ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺃﰎ ﻭﺃﺻﺢ ﻻ
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﺘﺒﻌﻬﺎ ﺳﻬﻠﺔ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺪ : ﻛﺎﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﺇﱃ ﻣﻦ ﳛﺪﺛﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﻓﻜﺮﺓ ﻋﺎﻣﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ، ﰒ ﻳﺒﺤﺚ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﻟﻴﻜﺸﻒ ﰲ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻋﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻧﻘﺺ، ﺃﻭ ﺗﻨﺎﻗﺾ، ﺃﻭ ﺳﺨﻒ ﻭﺑﻄﻼﻥ، ﰒ ﻳﺴﺘﺪﺭﺝ ﳏﺪﺛﺔ ﺑﺄﺳﺌﻠﺘﻪ ﺍﳌﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﺇﱃ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺃﰎ ﻭﺃﺻﺢ ﻻ
ﻳﻘﻮﻟﻪ
ﻫﻮ ﺃﺑﺪﺍﹰ.
ﻭﻛﺎﻥ
ﻳﻨﺘﻘﻞ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎﹰ ﺇﱃ ﻓﻜﺮﺓ ﻋﺎﻣﺔ
ﺃﻭ ﻋﺮﺽ ﻓﻜﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺑﺒﺤﺚ
ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﳊﺎﻻﺕ ﺍﳌﻔﺮﺩﺓ
ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻣﻜﻨﺘﻪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﻗﺪﺭﺍﹰ
ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺀ ﰲ ﺍﳌﻨﻄﻖ
ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﱐ،
ﻭﻛﺎﻥ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﻳﻜﺸﻒ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻬﻜﻢ ﺍﻟﺴﻘﺮﺍﻃﻲ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﳌﻀﺤﻜﺔ ﺍﻟﺴﺨﻴﻔﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻬﺪﻣﻪ. ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻮﻟﻌﺎﹰ ﺑﺎﻟﺘﻔﻜﲑ ﺍﳌﻨﻈﻢ ﺷﻐﻮﻓﺎﹰ ﺑﻪ، ﳛﺐ ﺃﻥ ﻳﺼﻨﻒ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﳌﻔﺮﺩﺓ ﺣﺴﺐ ﺟﻨﺴﻬﺎ، ﻭﻧﻮﻋﻬﺎ، ﻭﻣﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﻮﺍﺭﻕ ﻣﻌﻴﻨﺔ، ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻣﻬﺪ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﺇﱃ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺃﺭﺳﻄﺎﻃﺎﻟﻴﺲ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ، ﻭﺇﱃ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺃﻓﻼﻃﻮﻥ ﰲ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ. ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺼﻒ ﺍﳉﺪﻝ ﺑﺄﻧﻪ ﻓﻦ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﲔ
ﻭﻛﺎﻥ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﻳﻜﺸﻒ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻬﻜﻢ ﺍﻟﺴﻘﺮﺍﻃﻲ ﺍﳌﺸﻬﻮﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﳌﻀﺤﻜﺔ ﺍﻟﺴﺨﻴﻔﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻬﺪﻣﻪ. ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻮﻟﻌﺎﹰ ﺑﺎﻟﺘﻔﻜﲑ ﺍﳌﻨﻈﻢ ﺷﻐﻮﻓﺎﹰ ﺑﻪ، ﳛﺐ ﺃﻥ ﻳﺼﻨﻒ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﳌﻔﺮﺩﺓ ﺣﺴﺐ ﺟﻨﺴﻬﺎ، ﻭﻧﻮﻋﻬﺎ، ﻭﻣﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﻮﺍﺭﻕ ﻣﻌﻴﻨﺔ، ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻣﻬﺪ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﺇﱃ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺃﺭﺳﻄﺎﻃﺎﻟﻴﺲ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ، ﻭﺇﱃ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺃﻓﻼﻃﻮﻥ ﰲ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ. ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺼﻒ ﺍﳉﺪﻝ ﺑﺄﻧﻪ ﻓﻦ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﲔ
ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ
ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ، ﻭﺃﻧﺎﺭ ﺩﻳﺎﺟﲑ ﺍﳌﻨﻄﻖ
ﺍﳌﻈﻠﻤﺔ ﺑﻔﻜﺎﻫﺘﻪ ﺍﻟﱵ ﻗﺪﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﺃﻻ ﻳﻄﻮﻝ ﺃﺟﻠﻬﺎ ﰲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ.
“18
وتعتمد الجدليةdialectique()، عِبْر مرحلتيها اللتين هما التهكُّم والتوليد (الذي هو، على طريقة سقراط، استيلاد الحقيقة من النفس maïeutique) تسمح – وسط أجواء من الصداقة – باستخلاص نقاط التلاقي بين المتحاورين، أي الحقائق الكونية المتعارَف عليها وفق متطلَّبات المنطق.19
1- التهكم
مرحلة سلبية يتصنع فيها الجهل والاستسلام لوجهة النظر
حيث يدعي سقراط الجهل ،حيث يبدأ بطرح السؤال على محدثه مستفسرا منه عن معنى او مفهوم للفظ مجرد كالتقوى او الجمال والعدالة ويتظاهر بالتصديق على جوابه ،ثم الانتقال الى اثارة الشكوك حولها ،ثم يستخلص من اراء الخصوم ما يوقعهم في التعارض والتناقض
إذا
كان سقراط ينتفض في محاوراته خصوصا ضد فن
السفسطائيين الذي يتلخص في أن:
«الإنسان
هو مقياس كل حقيقة، ما يوجد منها، ومالا
يوجد»،
وهو ما يعني أن الحقيقة متعددة بحسب الذين
يعتقدون فيها، فالرسالة التي يريد توجيهها
تفترض نوعا من التظاهر بالجهل.
وذلك
من أجل إفساح المجال أمام الخصم، حتى
تنكشف حججه ومعارفه، وتظهر كل ما تنطوي
عليه.
حينئذ
نشهد نهاية التدمير الذي يحتاجه هذا
الادعاء المعرفي.
لأن
سقراط يعطي مند البدء الانطباع أنه لا
يعرف أي شيء، إنه يطرح الأسئلة التي لا
تطرح عادة بسبب بساطتها.20
2-
التولد
:مرحلة
ايجابية ،يساعد فيها سقراط محاوره على
الوصول الى الحقيقة بنفسه ،ولم يكن الحوار
ينتهي الى نتيجه معينة 21
يوجد في قلب الرؤية السقراطية إذن لحظة أولى: يمكن نعتها باليقظة الذاتية، أو يقظة الوعي الذاتي. فأن أوجد في كل ما أفكر فيه لهو التفكير الحق. كما توجد لحظة ثانية: تخص محتوى التفكير الذي لا ينبغي أن يكون ذاتيا، ولكن ينبغي أن يكون موضوعيا. إذ على الفكر أن ينفتح للكونية الروحية، ويتعلم التركيز والإمساك بالمبادئ الحقة. في هذا السياق ينسب أرسطو لسقراط في كتابه «الميتافيزيقا» اكتشافين جد مهمين: الأول هو الخطاب القياسي، والثاني هو التعريف الكلي22
وقد أثار هذا غضب الكثيرين لانه اولا :فضح الكثير من مدعي الحكمة
ويقول راسل : “ أنه لو كان مارس الجدل على النحو الموصوف في محاورة “الدفاع “ فلا شك في أن عداوة الناس له تتضح علتها في غير عسر ،فكل دجال في أثينا كان على استعداد أن يؤازر في مناصبته العداء” 23
يوجد في قلب الرؤية السقراطية إذن لحظة أولى: يمكن نعتها باليقظة الذاتية، أو يقظة الوعي الذاتي. فأن أوجد في كل ما أفكر فيه لهو التفكير الحق. كما توجد لحظة ثانية: تخص محتوى التفكير الذي لا ينبغي أن يكون ذاتيا، ولكن ينبغي أن يكون موضوعيا. إذ على الفكر أن ينفتح للكونية الروحية، ويتعلم التركيز والإمساك بالمبادئ الحقة. في هذا السياق ينسب أرسطو لسقراط في كتابه «الميتافيزيقا» اكتشافين جد مهمين: الأول هو الخطاب القياسي، والثاني هو التعريف الكلي22
وقد أثار هذا غضب الكثيرين لانه اولا :فضح الكثير من مدعي الحكمة
ويقول راسل : “ أنه لو كان مارس الجدل على النحو الموصوف في محاورة “الدفاع “ فلا شك في أن عداوة الناس له تتضح علتها في غير عسر ،فكل دجال في أثينا كان على استعداد أن يؤازر في مناصبته العداء” 23
وبسب انه لم يكن يعطي اجابة نهائية
“ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻌﺎﺭﺿﻮﻩ ﻳﻌﻴﺒﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻧﻪ ﻳﻬﺪﻡ ﻭﻻ ﻳﺒﲏ، ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺮﻓﺾ ﻛﻞ ﺟﻮﺍﺏ ﻭﻻ ﳚﻴﺐ ﻫﻮ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ، ﻭﺃﻧﻪ ﺬﺍ ﺃﻓﺴﺪ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﺷﻞ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ، ﻭﺃﻧﻪ ﰲ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﳊﺎﻻﺕ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻮﺿﺤﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻏﻤﻮﺿﺎﹰ ﻣﻦ ﺫﻱ ﻗﺒﻞ ”
"ﻭﻛﺎﻥ
ﺇﺫﺍ ﺣﺎﻭﻝ ﺷﺨﺺ ﺣﺎﺯﻡ ﻣﺜﻞ ﺃﻗﺮﻳﺘﻴﺎﺱ
Critias
ﺃﻥ
ﻳﺴﺄﻟﻪ ﺣﻮﻝ ﺟﻮﺍﺑﻪ ﺇﱃ ﺳﺆﺍﻝ ﺁﺧﺮ
ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻓﻮﺭﻩ ﻣﻴﺰﺓ ﻋﻠﻰ
ﺳﺎﺋﻠﻪ.
ﻧﻌﻢ
ﺇﻧـﺎ ﻧﺮﺍﻩ ﰲ ﺍﻟﱪﻭﺗﺎﻏﻮﺭﺍﺱ ﻳﻌﺮﺽ
ﺃﻥ ﳚﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﻻ ﺃﻥ ﻳﺴﺄﻝ،
ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﻻ ﺗﺪﻭﻡ
ﺇﻻ ﳊﻈﺔ ﻗﺼﲑﺓ، ﻭﻋﻨﺪﺋﺬ ﻳﻨﺴﺤﺐ
ﺑﺮﻭﺗﺎﻏﻮﺭﺍﺱ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﲤﺮﺱ ﰲ
ﺍﳌﻨﻄﻖ ﻣﻦ ﺯﻣﻦ ﻃﻮﻳﻞ، ﻣﻦ ﻣﻴﺪﺍﻥ
ﺍﳉﺪﻝ ﺪﻭﺀﻭﻳﺴﺘﺸﻴﻂ ﻫﻴﺒﻴﺎﺱ
ﻏﻀﺒﺎﹰ ﻣﻦ ﲤﻠﺺ ﺳﻘﺮﺍﻁ ﻭﻫﺮﻭﺑﻪ
ﻣﻦ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻤﺎ ﻳﻮﺟﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ
ﺃﺳﺌﻠﺔ، ﻭﻳﺮﻓﻊ ﻋﻘﲑﺗﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ:
"ﻗﺴﻤﺎﹰ
ﺑﺰﻳﻮﺱ ﺇﻧﻚ ﻟﻦ ﺗﺴﻤﻊ (ﺟﻮﺍﰊ)
ﺣﱴ
ﺗﻌﻠﻦ ﺃﻧﺖ ﻣﺎ ﺗﺮﻯ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ،
ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﺗﺴﺨﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ،
ﻭﺃﻥ ﺗﺴﺄﻝ ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻭﺗﺮﺑﻜﻪ، ﰒ
ﺗﺄﰉ ﺃﻥ ﺗﻔﺼﺢ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﻷﻱ ﺇﻧﺴﺎﻥ،
ﺃﻭ ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻦ ﻋﻦ ﺭﺃﻳﻚ ﰲ ﻣﻮﺿﻮﻉ
ﻣﺎ"24
“"في كتاب الجمهورية لأفلاطون، يتوجه سقراط إلى تراسيماخوس وهو سفسطائي شاب بالقول: «لا تكن قاسيا علينا! لأنه لو ارتكبنا خطأ في الحكم فعليك أن تكون متأكدا من أن ذلك راجع إلى جهلنا». فيعقب تراسيماخوس كالتالي: «لاحظ السخرية المعهودة على سقراط ، إني أعرفه، وتوقعت أن ترفض الجواب، إنك تمارس السخرية، ولا تدخر جهدا سوى بهدف الهروب من الجواب»25
“"في كتاب الجمهورية لأفلاطون، يتوجه سقراط إلى تراسيماخوس وهو سفسطائي شاب بالقول: «لا تكن قاسيا علينا! لأنه لو ارتكبنا خطأ في الحكم فعليك أن تكون متأكدا من أن ذلك راجع إلى جهلنا». فيعقب تراسيماخوس كالتالي: «لاحظ السخرية المعهودة على سقراط ، إني أعرفه، وتوقعت أن ترفض الجواب، إنك تمارس السخرية، ولا تدخر جهدا سوى بهدف الهروب من الجواب»25
وقد
رد سقراط هذا الاتهام قائلا :
“ﺇﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺇﻻ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻛﺄﻣﻪ، "ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺟﻪ ﺇﱄﹼ ﻛﺜﲑﺍﹰ، ﻭﻫﻮ ﺃﱐ ﺃﺳﺄﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻭﺃﻥ ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻣﺎ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺑﻪ ﺃﻥ ﺃﺟﻴﺐ ﻋﻨﻬﺎ، ﻟﻮﻡ ﻋﺎﺩﻝ ﻻ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ﱄ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺳﺒﺒﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﹼﻪ ﻗﺪ ﺃﺭﻏﻤﲏ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﻗﺎﺑﻠﺔ، ﻭﺎﱐ ﻋﻦ ﺃﻥ ﺃﻟﺪ" 26
“ﺇﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺇﻻ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻛﺄﻣﻪ، "ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺟﻪ ﺇﱄﹼ ﻛﺜﲑﺍﹰ، ﻭﻫﻮ ﺃﱐ ﺃﺳﺄﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻭﺃﻥ ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻣﺎ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺑﻪ ﺃﻥ ﺃﺟﻴﺐ ﻋﻨﻬﺎ، ﻟﻮﻡ ﻋﺎﺩﻝ ﻻ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ﱄ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺳﺒﺒﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﹼﻪ ﻗﺪ ﺃﺭﻏﻤﲏ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﻗﺎﺑﻠﺔ، ﻭﺎﱐ ﻋﻦ ﺃﻥ ﺃﻟﺪ" 26
يقول
كيركجارد:
«إن
جوهر السخرية ألا تكشف عن نفسها،إنها
تغير الأقنعة باستمرار»
ويلاحظ
-ان
الامور التي تصلح ان تعالج بالطريقة
السقراطية هي تلك التي لنا بها من العلم
ما يكفي للوصول الى النتيجة الصحيحة ،غير
اننا لم نوفق -بسبب
اختلاط في افكارنا او نقص في تحليلنا -الى
الاستفادة مما نعلمه أكبر فائدة منطقية
ممكنة
-وحيث يكون الأمر المعروض للمناقشة منطقيا أكثر منه واقعيا تكون المناقشة منهجا سديدا لاستخلاص الحقيقة
-وحيث يكون الأمر المعروض للمناقشة منطقيا أكثر منه واقعيا تكون المناقشة منهجا سديدا لاستخلاص الحقيقة
-ان
الطريقة الجدلية التي لا تتقيد بقيود
تعمل على زيادة الاتساق المنطقي وهي على
هذا الوجه طريقة نافعه ،لكنها طريقة لا
نفع فيها اذا ما كان هدفنا كشف حقائق واقعة
جديدة
-فهي تناسب بعض الموضوعات دون بعضها الاخر – مثال ذلك العلم التجريبي –
وحيث ان الطريقة تعتمد على الانسان يتعلم بتذكره لما كان يعرفه في وجود سابق على هذا الوجود
،ولتفنيد هذا الرأي :مثال الاكتشافات بالمجهر ،كانتشار الامراض بالبكتيريا مثلا ، فلا يسهل على انسان ان يذهب الى ان مثل هذه المعرفة يمكن استخلاصها من شخص كان يجهلها 27
-فهي تناسب بعض الموضوعات دون بعضها الاخر – مثال ذلك العلم التجريبي –
وحيث ان الطريقة تعتمد على الانسان يتعلم بتذكره لما كان يعرفه في وجود سابق على هذا الوجود
،ولتفنيد هذا الرأي :مثال الاكتشافات بالمجهر ،كانتشار الامراض بالبكتيريا مثلا ، فلا يسهل على انسان ان يذهب الى ان مثل هذه المعرفة يمكن استخلاصها من شخص كان يجهلها 27
اثر
هذه الطريقة على الفلسفة :
كانت عاملام من العوامل التي حددت مسالك البحث عند أفلاطون ،اذ لم يكد أفلاطون يتناول ببحثه الا ما تصلح له هذه الطريقة ،ثم أصر أفلاطون في أكثر الفلسفة من بعده ،بحيث ضربت على نفسها حدودا فرضتها هذه الطريقة /28
كانت عاملام من العوامل التي حددت مسالك البحث عند أفلاطون ،اذ لم يكد أفلاطون يتناول ببحثه الا ما تصلح له هذه الطريقة ،ثم أصر أفلاطون في أكثر الفلسفة من بعده ،بحيث ضربت على نفسها حدودا فرضتها هذه الطريقة /28
فلسفته
:
“ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﻣﺮﺍﻭﻏﺔ، ﲡﺮﻳﺒﻴﺔ، ﲡﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ ﻧﻈﺎﻡ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺘﻬﺎ ﻭﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﺃﻥ
“ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﻣﺮﺍﻭﻏﺔ، ﲡﺮﻳﺒﻴﺔ، ﲡﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ ﻧﻈﺎﻡ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺘﻬﺎ ﻭﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﺃﻥ
ﻣﺎﺕ
ﺍﻟﺮﺟﻞ ﰲ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ.
ﻭﻗﺪ
ﻳﺒﺪﻭ ﻷﻭﻝ ﻭﻫﻠﺔ ﺃﻥ ﻟﻴﺴﺖ ﻫﻨﺎﻙ
ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺳﻘﺮﺍﻃﻴﺔ، ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻛﱪ ﺍﻟﺴﺒﺐ
ﰲ ﻫﺬﺍ
ﺃﻥ
ﺳﻘﺮﺍﻁ ﻗﺒﻞ ﻧﺰﻋﺔ ﺑﺮﻭﺗﺎﻏﻮﺭﺍﺱ
ﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻓﺮﻓﺾ ﺍﻟﱰﻋﺔ ﺍﻟﺘﺤﻜﻤﻴﺔ
ﻭﱂ ﻳﻜﻦ ﻭﺍﺛﻘﺎﹰ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺟﻬﻠﻪ.
“ 29
علاقته بالعلوم الطبيعية :
“ﻛﺎﻥ ﻳﻄﺒﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺸﻜﻚ ﻧﻔﺴﻪ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎﹰ ﺃﺷﺪ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﻣﻦ ﻭﺍﺟﺐ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﰲ ﺩﺭﺍﺳﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﺘﺪﻱ ﺑﻪ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻪ، ﺃﻣﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻋﺪﺍ ﻫﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺑﻴﺪﺍﺀ ﻳﻀﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻳﻜﺸﻒ ﻛﻞ ﻟﻐﺰ ﻏﺎﻣﺾ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﲔ ﳛﻞ ﻋﻦ ﻟﻐﺰ ﺁﺧﺮ ﺃﺷﺪ ﻣﻨﻪ ﻏﻤﻮﺿﺎﹰ. ﻭﻛﺎﻥ ﰲ ﺷﺒﺎﺑﻪ ﻗﺪ ﺩﺭﺱ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻣﻊ ﺃﺭﻛﻠﻮﺱ Archelaus، ﻓﻠﻤﺎ ﻛﱪ ﻭﻧﻀﺞ ﻋﻘﻠﻪ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﺎ ﺃﺳﻄﻮﺭﺓ ﺧﺪﺍﻋﺔ ﺇﱃ ﺣﺪ ﻣﺎ، ﻭﱂ ﻳﻌﺪ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺎﳊﻘﺎﺋﻖ ﺃﻭ ﺑﺄﺻﻮﻝ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺑﻞ ﻭﺟﻪ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﻟﻐﺎﻳﺎﺕ"30
"سقراط
هو الفيلسوف الذي أنزل الفلسفة من السماء
الى الارض “
توضح تلك العبارة ان فلسفة سقراط كانت مرتبطة بالاساس بالانسان
"فلم تكن فلسفته بالاساس هي الدين او او ماوراء الطبيعة او الطبيعة نفسها وانما كانت علم الاخلاق والسياسة ومدخلها والوسيلة اليها المنطق “
توضح تلك العبارة ان فلسفة سقراط كانت مرتبطة بالاساس بالانسان
"فلم تكن فلسفته بالاساس هي الدين او او ماوراء الطبيعة او الطبيعة نفسها وانما كانت علم الاخلاق والسياسة ومدخلها والوسيلة اليها المنطق “
المعرفة
:
“أعطى سقراط للمعرفة مكاناً رئيساً في فلسفته، خاصة الأخلاقية، فكانت عبارته المشهورة: (العلم فضيلة والجهل رذيلة). وسقراط هجر كل أنواع العمل، ولم يأبه لأية فلسفة تتعلّق بالطبيعة وموجوداتها، ولا بأخرى ماورائية تتجه إلى مسائل مجرّدة، وإنما صرف جلّ اهتمامه إلى المعرفة التي يكون الإنسان مصدرها بطريقة التوليد من ذهنه، وتكون غايتها نشر الفضائل في المجتمع.
“أعطى سقراط للمعرفة مكاناً رئيساً في فلسفته، خاصة الأخلاقية، فكانت عبارته المشهورة: (العلم فضيلة والجهل رذيلة). وسقراط هجر كل أنواع العمل، ولم يأبه لأية فلسفة تتعلّق بالطبيعة وموجوداتها، ولا بأخرى ماورائية تتجه إلى مسائل مجرّدة، وإنما صرف جلّ اهتمامه إلى المعرفة التي يكون الإنسان مصدرها بطريقة التوليد من ذهنه، وتكون غايتها نشر الفضائل في المجتمع.
ولقد
كان (سقراط
دائم البحث عن المعرفة وفلسفته متجهة
إتجاهاً كلّيّاً إلى الإنسان، فهي إذن
أخلاقية تقود الإنسان إلى الكمال والفضيلة،
وسمو الفضيلة على الرذيلة، فالأخلاق
السقراطية مبنية على المعرفة لأن الفضيلة
تقوم على العلم)
فالكرم
ليس العطاء فحسب، وإنّما معرفة كيفية
العطاء، ومن الذي يستحق العطاء؟.
والشجاعة
هي إدراك الخطر، واختيار الأساليب المناسبة
لإزالته.
ولكن
أوّل خطوة في ميدان المعرفة مسألة لا يمكن
للإنسان أن تنتظم حياته إن لم يدركها،
فهي قاعدة اجتماعية إنسانية مهمة من أجل
تنظيم الحياة، وجلب السعادة؛ هذه القاعدة
السقراطية هي:
(أيّها
الإنسان إعرف نفسك بنفسك).
المعرفة
عند سقراط هي أساس الحكمة، والحكمة هي
سبيل الوصول إلى الخلق السليم، ومعرفة
النفس تأتي في مقدمة هذه المعارف، لأن
معرفة النفس، بما في طبيعتها من خير ومعرفة
قدراتها، تجعل الإنسان يدرك موقعه من
الآخرين، وبذلك تستقيم علاقته بهم.
أمّا
(الذي
لا يعرف نفسه ويسرف في استعمال ملكاته
وقواه، فإنّه لا يعرف أن يقدّر الأشخاص،
بل ولا الأشياء، ولا يخرج من خطأ إلاّ
ليقع في خداع، فلا يصل إلى خير، وينوء
كاهله بالشقاء)
إن
الإنسان الذي يعرف نفسه تمام المعرفة
ويسبر غورها، يكتشف طبيعتها الخيّرة،
فلا يصدر عنه شرّ، وينال السعادة لأنّ
الحكمة هي طريق السعادة.
ويصرّح
سقراط بأن الإنسان ليس شريراً بطبعه،
وبالتالي فإنّه لا يفعل الشرّ بإرادته.
وهذا
ما دفعه إلى إعفاء الأشرار من نتائج
أعمالهم، لأنّهم لم يقصدوا الشرّ، وإنما
حصل ذلك بسبب جهلهم الأساليب المؤدّية
إلى النتائج الخيّرة، وما علينا إلاّ أن
نصحّح لهم معلوماتهم كي يصبحوا في عداد
الأخيار.
وفق
هذا المعنى تصبح الفضيلة هي المعرفة
الحقّة؛ أي الحكمة.
وإذا
كانت الفضيلة هي أثمن شيء في الوجود،
وبواسطتها تتحقّق السعادة للإنسان، فإن
السعادة المطلوبة عند سقراط ليست تلك
التي تأتي عن طريق الحظ؛ أي مصادفة، بل
هي السعادة التي تتحقق بالعلم والفضيلة.
إنّ
أساس السعادة هو تحرير الإنسان من عالم
المادّة تمهيداً لتحقيق إنسانيته، فإنّ
الحكمة أيضاً هي التي (تحقّق
الحرية الحقيقة لأنّها تحرّر الإنسان من
قيود الأشياء المادّية، وهي أساس الحقيقة
لأنّها تعبّر عن العقل المتوازن الّذي
لا يميل مع الهوى ولا يشطّ في أحكامه)
والحكمة،
في الوقت نفسه، هي أساس العدل، لأنّ العدل
يكون عندما يتجاوز كل فرد أنانيته وينكرها
ليمارس الإيثار والتضحية من أجل المجموع.
وهذه
القناعة جعلت سقراط ينصرف كلّياً لتهذيب
نفوس الناشئة في عصره مهملاً مصالحه
الخاصة من ثروة وجاء ولذّات شخصية.
لكنّ
معرفة النفس، التي هي طريق لفعل الخير،
لا تعني فتح الباب أمام المقياس الفردي
للقواعد الأخلاقية، لأنّ هذا رفض للحقيقة
المتوافق عليها بين الناس في مجتمع ما،
وهي نسبية مفرطة كان يقول بها السوفسطائيون.
أما
سقراط فقد حاول أن يؤسس للأخلاق قواعد
معرفية، وقيماً ثابتة تتجاوز حدود المكان
والزمان.
(إنّ
سقراط قد ردّ الأحكام الخلقية على الأفعال
الإنسانية إلى مبادئ عامة تتخطّى الزمان
والمكان، وإنّه كان أوّل من توخّى إيجاد
مقياس ثابت تقاس به خيرية الأفعال وشرّيتها)
حدد
سقراط عدد من الفضائل التي تلي المعرفة
وهي رأس الفضائل عنده،
1-ومن هذه الفضائل العمل فالعمل. هو السبيل لكي يحصّل الإنسان ما يحتاجه في حياته من أمور أساسية، وألاّ يعتمد في ذلك على غيره. والعمل يجعل الإنسان في احتكاك مع معطيات وأحوال الواقع المعيشي مما يزيد معارفه في ما ينبغي أن يتعرّف عليه، وفي كل ما يرتبط بحياته وواقعه.
1-ومن هذه الفضائل العمل فالعمل. هو السبيل لكي يحصّل الإنسان ما يحتاجه في حياته من أمور أساسية، وألاّ يعتمد في ذلك على غيره. والعمل يجعل الإنسان في احتكاك مع معطيات وأحوال الواقع المعيشي مما يزيد معارفه في ما ينبغي أن يتعرّف عليه، وفي كل ما يرتبط بحياته وواقعه.
2-بعد
العمل تأتي فضيلة القناعة التي تساعد
الإنسان على احتقار الجشع، وتقلّل من
سعيه في سبيل المطالب المادية، وتحمله
على اللامبالاة بالإشباع المادي، وبهذه
الطريقة تساهم القناعة في ضبط الإنسان
لذاته وشهواته في مواجهة الكثير من متطلبات
الجسد كالحسية والعاطفية...
وبهذا
يقول سقراط:
(إن
القناعة وحدها هي التي تعلّمنا الصبر عند
ضغط المطالب، وهي وحدها التي يمكنها أن
ترشدنا إلى اللّذات الخالصة).
الديمقراطية
:
: الديمقراطية بالنسبة للفلسفة اليونانية تعني حكم الشعب بالمعنى الحرفي ، أكثر مما عليه الحال الآن بالنسبة لمواطني معظم الدول الحديثة التي تدعي أنها ديمقراطية ،كان تعيين الحكّام في أثينا آنذاك بطريقتين: حيث يقوم مجلس الشعب بانتخاب البعض، بينما يتم آخرون يعينون بطريقة رمي القرعة
(إنَّه لمن دواعي الحماقة انتقاء الحكّام بواسطة رمي القرعة، في حين إنَّ أحداً لا يريد أن يعتمد على الصدفة في اختيار ربّان سفينة، أو مهندس أو عازف ناي، والذي قد تكون أخطاؤه أقلُّ سوءاً بكثير من أخطاء أولئك الذين يحكمون الدولة)32.
: الديمقراطية بالنسبة للفلسفة اليونانية تعني حكم الشعب بالمعنى الحرفي ، أكثر مما عليه الحال الآن بالنسبة لمواطني معظم الدول الحديثة التي تدعي أنها ديمقراطية ،كان تعيين الحكّام في أثينا آنذاك بطريقتين: حيث يقوم مجلس الشعب بانتخاب البعض، بينما يتم آخرون يعينون بطريقة رمي القرعة
(إنَّه لمن دواعي الحماقة انتقاء الحكّام بواسطة رمي القرعة، في حين إنَّ أحداً لا يريد أن يعتمد على الصدفة في اختيار ربّان سفينة، أو مهندس أو عازف ناي، والذي قد تكون أخطاؤه أقلُّ سوءاً بكثير من أخطاء أولئك الذين يحكمون الدولة)32.
لاشيء
ينجي (أثينا)
إلا
حكم أصحاب المعرفة والكفاية، وليست السبيل
إلى هذا الحكم هي الاقتراع، كذلك لا يجب
أن يختار موظفو الدولة علي أساس جاههم أو
ثرائهم، ذلك لأن الاستبداد وسلطان المال
لا يقل شرهما عن شر الديمقراطية
ولهذا
كان يرفض سقراط فكرة الديمقراطية ، وقد
ادى هذا الرفض الى غضب الكثيرين منه و كان
احد اسباب اعدامه
والملاحظ انه حتى هذه اللحظة لازال لفكرة نقد الديمقراطية مؤيدين
والملاحظ انه حتى هذه اللحظة لازال لفكرة نقد الديمقراطية مؤيدين
بل
ويظهر هذا في الفكر الاسلامي الساسي (
أهل
الحل والعقد )
القانون :
القانون :
أفضل
طرق تحقيق العدالة هو احترام القوانين.
ومن هذا المنطلق فليس ثمة فكرة فلسفية كان لها التأثير في حياة سقراط ما كان لفكرة القانون، فقد كان السفسطائيون يعتقدون أن القانون من اختراع الإنسان، وأنه تعاقد وضعي مصطنع يتعارض مع قوانين الطبيعة ويرمي إلي حماية الضعفاء من سلطان الأقوياء، فلا بأس من الخروج عليه ما دام غير ذي قواعد راسخة في طبائع الأشياء، وإنما البأس كل البأس أن يخضع له وأن يضحى بحرية الفرد في سبيل أوهام أو عادات متوارثة لا حقيقة لها.
ومن هذا المنطلق فليس ثمة فكرة فلسفية كان لها التأثير في حياة سقراط ما كان لفكرة القانون، فقد كان السفسطائيون يعتقدون أن القانون من اختراع الإنسان، وأنه تعاقد وضعي مصطنع يتعارض مع قوانين الطبيعة ويرمي إلي حماية الضعفاء من سلطان الأقوياء، فلا بأس من الخروج عليه ما دام غير ذي قواعد راسخة في طبائع الأشياء، وإنما البأس كل البأس أن يخضع له وأن يضحى بحرية الفرد في سبيل أوهام أو عادات متوارثة لا حقيقة لها.
لكن سقراط الذي يؤمن بنظام الخير في الإنسان وفي الأشياء لم يقبل أن تترك الحياة الإنسانية للنزوات والأهواء، بل يجب أن تكون هناك قواعد ثابتة للعمل، كلية، عامة، مطلقة، وهذه القوانين يجب على العقل أن يكتشفها كما يجب على الإرادة أن تطبقها وتخضع لها، وهذه القوانين إذن ليست اصطناعية، وإنما هي تقوم على أصل ثابت وجذور راسخة في بناء الفرد والمجتمع والطبيعة.
ومن الجدير بالذكر معرفة أن كلمة (القانون) يتسع معناها -في نظر سقراط- بحيث يشمل جميع قواعد السلوك التي تنظم حياة الفرد والمجتمع، سواء كان مصدرها العقل أو العرف أو التشريع أو الأخلاق أو الدين. والحق أن سقراط عندما تناول قضية العدالة على هذا النحو لم يكن يعبر عن وجهة نظر فلسفية محضة، فقد كان هو نفسه أولاً وقبل كل شيء مواطناً ممتازاً، دائم الاستعداد للانصياع للقوانين، سواء أكان المطلوب منه أن يحافظ على موقعه في معركة (بوتيديوم) أم أن يناضل في مجلس الشيوخ، الذي وقعت عليه القرعة لدخوله، ضد الغزوات اللامشروعة للطاغية (أقرينياس) أم أخيراً أن يرفض، احتراماً منه لقوانين بلاده،
وخلاصة القول إذن هي أن العدالة -في نظر سقراط- تندمج مع القانون: فالعادل والمشروع شيء واحد، والعدالة هي ما تقرره القوانين، ومن ثم فإن الإنسان العادل هو الذي يراعي قوانين الدولة في جميع تصرفاته وأفعال. وقد ميز سقراط بين نوعين من القوانين المكتوبة
وهي التي تنظم علاقات الناس اليومية وتحقق الوئام في المدينة، وهذه القوانين قد تختلف بحسب الأزمنة والأمكنة. وما القوانين المكتوبة سوى صورة أو أنموذج من القوانين الإلهية غير المكتوبة، ولهذا استقت القوانين الشعبية عظمة وقدسية من عظمة نموذجها الإلهي وقدسيته، وعلى هذا يعيد سقراط قدسية القوانين إليها تلك القدسية التي هدمها السفسطائيون. ونتج عن إيمانه بالآلهة وحكمتها أن أعاد إلى القوانين قدسيتها.
كما أن هناك قوانين أخرى غير مكتوبة
وهي القوانين الأخلاقية، وهذه ألزم للإنسان من القوانين المكتوبة، لأنها في الواقع أساسها، وهي في نظر سقراط مطلقة لا تتغير بتغير الظروف والأحوال. ولذلك رأينا معارضة سقراط للسفسطائيين أنه يرفض نسبية القوانين الإنسانية وتغيرها،
فقد أكد أن القوانين سواء كانت قوانين مكتوبة وضعها البشر، لتحقيق السلام والسعادة في المدينة أو كانت قوانين غير مكتوبة مستمدة من إرادة الآلهة، فهي حقائق ثابتة متوارثة ينبغي المحافظة عليها من أي تغيير أو تبديل.
فالقانون في ثباته وكماله كالحقيقة الرياضية عند سقراط لا تتغير بتغير الزمان والمكان، لأن هناك قوانين غير مكتوبة مستمدة من الآلهة، وهي ليست خاصة بمدينة معينة أو بزمان معين فهي عامة ومعروفة للجميع منها بر الوالدين واحترام الآلهة وتقديسها وعدم الزواج من المحارم.
ولذلك عاش سقراط حياته كلها طائعاً للقوانين رافضاً الخروج عليها، وحتى عندما حكمت عليه هذه القوانين ظلماً بالإعدام رفض خرقها بالهرب من السجن، 33
التأثير الفوري:
ظهر أثره في فلسفة أفلاطون وأرسطو من بعده
فكان سقراط حاضرا في كل حوارات أفلاطون وافكاره
كما مهد الطريق للرواقيين والكلبيين من بعده
فالرواقيين يرون أن الخير الاسمى هو الفضيلة وان الانسان لا يفقد فضيلته بأسباب خارجية وهذا المذهب متضمن قول سقراط لقضاته انهم لا يستطيعون أن يلحقوا به ضررا ،
في
حين أحتقر الكلبيون انعم هذه الحياة
وبرهنوا على ازدرائهم لها ،باجتنابهم
لاسباب الترف من حضارة الانسان ، وهذه هي
نفسها النظرة التي حدت بسقراط ان يمشي
حافي القدمين مهلهل الثياب34
التأثير اللاحق
التأثير اللاحق
إن
تعاليمه قد كانت بمثابة ولادة جديدة لأوروبا
في العصور الوسطى وكذلك للشرق
الأوسط الإسلامي،
هذا إلى جانب تعاليم "أرسطو"
والفلسفة
الرواقية.
لقد
ذكر "سقراط"
في
حوار "كوزاري" على
لسان الفيلسوف والحاخام اليهودي "يهوذا
الحليفي" والذي
كان فيه أحد اليهود يعلم ملك "خازار" مبادئ
اليهودية.
وقد
قام"الكندي"،
أحد الفلاسفة العرب المشهورين، بتقديم
فلسفة "سقراط"
والفلسفة
الهلينية للجمهور الإسلامي وحاول أن يوفق
بينهما.
وقد
عادت مكانة "سقراط"
في
الفلسفة الغربية بكل قوتها في عصري النهضة
والعقلانية في أوروبا عندما بدأت النظرية
السياسية في الظهور على السطح مرة أخرى
على يد الفيلسوفين الإنجليزيين "جون
لوك" و"هوبز".
بل
إن "فولتير" تخطى
كل الحدود عندما كتب مسرحية
هزلية عن محاكمة
"سقراط".
وكان
هناك عدد من اللوحات عن حياته بما
فيها Socrates
Tears Alcibiades from the Embrance of Sensual Pleasure للفنان "جين
بابتيست رينو" ولوحة The
Death of Socrates للفنان جاك-
لويس
ديفيد في
أواخر القرن الثامن عشر.
ولا
يزال المنهج
السقراطي يستخدم
ليومنا هذا في مدارس القانون كوسيلة
لمناقشة الموضوعات المعقدة المتضمنة في
الدروس والتي تهم من يطرحها للمناقشة.
المراجع
:
-------------
1-تاريخ
الفلسفة الغربية-
الكتاب
الاول الفلسفة القديمة -برتراندرسل
-ترجمة
الدكتور زكي نجيب محمود -القاهرة
– الهيئة العامة للكتاب -2010
2-عالم
صوفي-
جوستاين
غاردنر-ترجمة
حياة الحويك عطية -ستوكهولم
-دار
المنى 2012
3-ﻗﺼﺔ
ﺍﳊﻀﺎﺭﺓ -المجلد
الثاني -Will
Durant- ترجمة
محمد بدران-
جامعة
الدول العربية -1953
4-
بحث
-:سقراط
فيلسوف المحاورة والتعجب-.د.
بركات
محمد مراد -جامعة
القاهرة كلية
الاداب- قسم
الفلسفة النظرية والتطبيقية
/http://manar9.mam9.com/t6658-topic
5-سقراط
-تعريب
نص عن قاموس ناثان الفلسفي، تأليف جيرار
دوروزوي وأندريه روسيل.-تعريب
-تعريب: أكرم
أنطاكي.مراجعة: ديمتري
أفييرينوس.
6-
(سقراط
ـ حياته و شخصيته ـ فلسفته الأخلاقية)-كتاب
الالأخلاق
في الإسلام و الفسلفة القديمة
-http://www.anwar5.net/albatoul/?id=802
7-السخرية
الفلسفية من الحوار السقراطي إلى الجدل
الهيجيلي-مقالة
-محمد
زيتون – مجلة نزوى – العدد السادس والسبعون
-http://www.nizwa.com/articles.php?id=4171
8-
سقراط:
مسألة
الجدل-
ثيوكاريس
كيسيديس-
ترجمة
:
طلال
السهيل-
الفارابي-
ط3-
2006- بيروت-
مذكرات
أكسينوفان.
1-تاريخ
الفلسفة ص153
3قصة
الحضارة ص 368
4المرجع
السابق ص368
5تاريخ
الفلسفة ص163
6قصة
الحضارة ص 369
7قصة
الحضارة ص368
8المرجع
السابق نفس المصدر
9تاريخ
ص157
10قصة
ص453
11تاريخ
ص158
12تاريخ
ص195
13قصة
الحضارة ص453 -454
14المرجع
السابق ص 454
15عالم
صوفي ص26
16قصة
الحضارة ص454
18قصة
الحضارة ص 370-372
19قاموس
ناثان الفلسفي
21قاموس
ناثان الفلسفي
23تاريخ
ص166
24قصة
الحضارة ص 371
26قصة
الحضارة ص371
27تاريخ
الفلسفة ص 166-167
28المرجع
السابق ص166
29قصة
الحضارة ص 347
30قصة
الحضارة ص 347
31الاخلاق
في الاسلام والفلسفة القديمة
33فيلسوف
المحاورة والتعجب
34تاريخ
الفلسفة ص 164
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق